القاهرية
العالم بين يديك

عندي حرامية كتير

27

بقلم: نجلاء هاشم

عندما يتردد صدى كلمة “حرامي” في أذهاننا، غالبًا ما يتبادر إلى الذهن صورة شخص يختلس ممتلكاتنا وأشياءنا المادية. ولكن، اسمحوا لي أن أقدم لكم تعريفًا أوسع وأكثر إيلامًا لهذا المصطلح. ففي حياتنا، يتسلل لصوص من نوع آخر، يرتدون أقنعة البراءة والصدق، ليقتحموا قلوبنا وعقولنا.
هناك من يدخل حياتك متلفعًا بالكذب والتمثيل، يتقن دور الصادق الأمين ليحظى بثقتك وتسلمه زمام مشاعرك. وما هي إلا فترة وجيزة حتى يسقط القناع، وتكتشف الخديعة المرة التي زرعها في طريقك. يتركك هذا “الحبيب” المزعوم بلا مأوى نفسي، بعد أن سرق أمانك وثقتك، غير آبه بما أحدثه من جرح عميق. إنه لص دخيل، جاء باسم الحب ليغتصب سلامك الداخلي.
وهناك “صديق” أو “أخ” مزيف، تتفتح له أبواب قلبك بثقة عمياء، ليقطف من بستان علاقتكما كل ما يصب في مصلحته. وعندما تنقشع الغشاوة، تدرك أنك كنت ضحية لمخادع بارع، لم يتردد في التضحية بصدقك من أجل تحقيق مآربه.
الشاهد الصامت على هذه العلاقات السامة هي تلك التصرفات الخبيثة التي تغفل عن قراءتها بعين فاحصة. تجاهلنا للإشارات التحذيرية، وعدم قدرتنا على قراءة ما بين السطور، يكشف عن النوايا الخفية لهؤلاء اللصوص العاطفيين. فكل علاقة سامة ما هي إلا وكر لهؤلاء الحرامية الذين يستنزفون طاقتنا وفرحتنا دون أدنى شعور بالشفقة أو الرحمة، غير مكترثين بالضرر العميق الذي يخلفونه وراءهم.
ختامًا، دعونا نمنح أنفسنا القدر الذي تستحقه من الحب والتقدير. لنحصن قلوبنا ضد هؤلاء اللصوص الذين يسعون لسرقة أثمن ما نملك: فرحة العمر وراحة البال. فاستحقاقنا للسعادة أكبر بكثير من أن نتركه نهبًا لأيدي العابثين.
“حبوا أنفسكم اكثر من لصوص المحبة الزائفة “

قد يعجبك ايضا
تعليقات