القاهرية
العالم بين يديك

حين تنعدم الرؤية رغم وضوحك.. لا أراك!

9

بقلم: رشا مصطفى شاهين

عندما أقرر أن أُقصيك عن مجال رؤيتي، فلن تعود مرئيًا بالنسبة لي، مهما بلغت محاولاتك استفزازي، أو سعيت لتأثيرك عليّ بالكلمات، أو اجتهدت لاستخراج أيّ رد فعل مني… لن أراك.

وجودك ببساطة لا يتطابق مع معاييري النفسية، العقلية أو الأخلاقية. لذا، مهما بلغ حجمك في أعين الآخرين أو موقعك في دوائرهم، تظل بالنسبة لي… غير موجود.

فأنا لا أقيس الأشخاص بحجم ضجيجهم، ولا أُمنَح ردود الفعل بالمجاملات،
بل بما يلامس عقلي، يشبه قلبي، ويتقاطع مع قيمي.

وإن لم تجد لك مكانًا في هذه المساحة، فلا جدوى من كل محاولاتك،
فالصمت منك أعقل، والابتعاد أكرم، والغياب عني… راحة لكليْنا.

أنا لا أراك، لا لأنك مختفٍ، بل لأنك ببساطة، لم تعد تُرى.

فالرؤية الحقيقية لا تحتاج إلى أعين، بل إلى وعي.
والوعي حين يرتقي، لا يعود يرى الضجيج، ولا يعترف بما لا يُشبهه.
أنت موجود… نعم، لكن في مكانٍ لا يمت لي بصلة.
في نقطة زمنية تجاوزتها، في زاوية شعور انطفأ، في قصة انتهت بلا رجعة.

ولأنني اخترت السلام، لن أُخضع روحي لامتحان حضورك مرة أخرى.
فامضِ كما تشاء… لكن لا تظن للحظة أنني أنظر خلفك.

قد يعجبك ايضا
تعليقات