ما بعد العزلة… لا يبقى في القلب سوى الصادقين
رشا مصطفى شاهين
حين يمرّ الإنسان بمرحلة قاسية في حياته تدفعه إلى العزلة، فإنه يعود منها مختلفًا؛ يعود وقد أعاد ترتيب دوائر قربه بعين أكثر وعيًا، وقلب أكثر حكمة.
فالغَلَاة لا تظل إلا للصادقين في مشاعرهم، أولئك الذين كانوا حاضرين بصدق، لا الذين ادّعوا القرب وغابوا في وقت الضيق.
العشم ينكمش، وينحصر في قلة قليلة أثبتت بالفعل أنها أهل للثقة والاحتواء.
أما البقية، فتوضع لهم حدود واضحة، حتى في العتاب.
الطاقة، والمجهود، والوقت، تُمنح لمن يستحقها فقط… أما الآخرون، فينالون ما تبقّى.
فترتيب الناس بعد المحن، هو أصدق ترتيب يمكن أن يفعله الإنسان في حياته.
