القاهرية
العالم بين يديك

لا للتهجير من غزة

13

بقلم: أحمد خالد
منذ عقود، وغزة تعاني تحت وطأة الحصار والعدوان، لكن ما نشهده اليوم يتجاوز كل الحدود؛ إنه مشروع تهجير قسري يُراد له أن يُمرر تحت غطاء الحرب، وكأن التاريخ يعيد نفسه بنسخة أكثر قسوة. فكما هجّر الاحتلال مئات الآلاف من الفلسطينيين عام 1948، ها هو اليوم يسعى إلى تكرار النكبة، لكن هذه المرة بضغط من القصف والتجويع والخنق السياسي.

غزة ليست مجرد قطعة جغرافية محاصرة، بل هي موطن أكثر من مليوني إنسان، يحملون في قلوبهم ذاكرة الأرض، وحق العودة، وصوت لا يموت مهما علا صوت القنابل. ومن المؤلم أن تُطرح على الطاولة الدولية اليوم أفكارٌ لنقل سكان غزة إلى سيناء أو دول أخرى، في انتهاك صارخ لكل القوانين الإنسانية والدولية. إن هذا ليس “حلًا مؤقتًا”، بل جريمة مكتملة الأركان.

ما يُراد لغزة ليس فقط تدمير المباني، بل محو الوجود الفلسطيني من المكان، وقتل الأمل في مستقبل على هذه الأرض. التهجير ليس مجرد انتقال من منطقة إلى أخرى، بل هو اقتلاع للهوية، وتهديد لمجتمع بأكمله بالضياع.

الموقف العربي والدولي يجب أن يكون واضحًا لا لبس فيه: لا للتهجير، لا للمساومة على الحق الفلسطيني، لا لشرعنة الجريمة تحت ذرائع أمنية أو إنسانية. المطلوب ليس البحث عن مأوى مؤقت للفلسطينيين، بل فرض العدالة على المعتدي، وإنهاء الاحتلال، ورفع الحصار.

غزة لن تُغادر، وأهلها ليسوا ضيوفًا عند أحد. هم أصحاب الأرض، والحق، والتاريخ. ومن يراهن على تهجيرهم، يجهل معنى الصمود الفلسطيني.

قد يعجبك ايضا
تعليقات