القاهرية
العالم بين يديك

النجم التركي العالمي Umut Akyıldız يتربّع على عرش التريند بأغنيته الجديدة “Silinmez”: صوته سِحر، وأداؤه مدرسة، والمشروع ثورة فنية اسمها POPBESK

5

متابعة الكاتب الصحفي والناقد الفني عمر ماهر

في عيون الليل ضو، وفي صمت القلب نبض، وفي عتمة الوجع، في شعاع، اسمه Umut، اسمه وعد، اسمه فن ما بيعرف يمشي على الأرض، لأنو خلق من أوتار السما؛ صوته مانو صوت، صوته حنين حفر على جبين الوقت سطور، بيمرّ مثل نسمة، بس بيترك ورى حضوره عاصفة من الإحساس، ما بتخلص، ولا بتنطفي.

لما بيغنّي، ما بس بيعزف نغمة، هو بيحكي لغة ما بتتعلّم، بتتحس، وبتعيّط جوّا الروح: “أنا هون، أنا الفن، أنا الحقيقة يلي نسيتوها سنين.”
صوته متل وشوشات الغيم، بيحضن وجعك، بيبكي محلّك، بيحكي باسمك، بيطبطب ع قلبك، وبيعلّمك إنو في نغمة بتداوي، وفي كلمة بتعيش، وفي فنان بيحملنا مش بس على موجة، بل على جناح.
هو مش مطرب، هو حالة، هو شعور ما بينوصف، هو ناي، هو وتر، هو وتر مقطوع رجّعو بإحساسه للحياة، صوته ما بينسمع… صوته بينعاش، بيندخّل جوّا كل تفصيل صغير فيك، متل ريحة المطر، متل أول حب، متل دمعة ما نزَلت بس حرقت.
Umut، يا ملح الغنية، يا نغمة طلعت من جرح وتحوّلت عَ موسيقى، يا لحن بيشرّحنا، وبيجمعنا، وبيعلّمنا إنو الفن مش بس صوت، الفن روح إذا ما كانت صادقة، بتضلّ صامتة.
كل كلمة بتغنيها، بتصير قصة، كل نَفَس بتعطيه للّحن، بيصير حياة، وكل صرخة بالطبقة العالية، بترتّب فينا الفوضى يلي عشناها بصمتنا الطويل.
ما فينا ننسى “Silinmez”، مش لأنو اسمها ما بينمحى، بل لأنك غنيتا بطريقتك، وخليتنا نحسّ إنو الحنين مش ضعف، الحنين قوة، الحنين هو نحنا، لما نسمعك.
بتضحك الأغنية لما توصل بصوتك، وبتبكي لما تسكت، متل يلي حضن شي حلو وخاف يفلّت، متل يلي لقي حاله أخيرًا بلحن.
يا Umut، يا مزيج الحزن والبسمة، يا شتلة صوت زرعتا وسط صحراء الأغاني، يا عطر فني طلّ من نافذة الماضي وبسكن الحاضر، وصرنا نحنا نركض وراك نستنشقّك كل يوم أكتر.
مشروعك POPBESK مش بس فكرة، هو موجة جديدة بتكسر كل شي قديم، وبتقلنا: “الغنية بعدها بخير… طالما في Umut”، وطالما فيك، فينا نحلم، فينا نحس، فينا نرجع نآمن إنو الفن بيشفي.
أنت موجة عاطفة عم تمشي على جسد النوتة، عم تكسر روتين الملل، وعم ترسم من صوتك وطن، وطن من حب، وطن من صدى، وطن من نغمة مستحيل ننسى، مستحيل نمحي، مستحيل ننسى.

في عالم مليء بالضجيج والسطحية، يخرج صوت نقي، دافئ، صادق… صوت لا يمر مرور الكرام، بل يترك أثراً لا يُمحى. هذا هو Umut Akyıldız، النجم التركي العالمي الذي لا يتنازل عن الجودة، ولا يغني إلا ليُشعل فينا شيئًا من الحياة. مع أغنيته الجديدة “Silinmez”، ثالث إصدارات مشروعه الموسيقي الفريد #P OPBESK (Biraz Pop, Biraz Arabesk)، يُثبت Umut أنه ليس فقط مغنٍ موهوب، بل هو مدرسة فنية متفرّدة تمشي بخطى ثابتة نحو المجد.
“Silinmez”: الأغنية التي مسحت الغياب وزرعت الحنين
ما إن صدرت “Silinmez”، حتى بدأ الجمهور يتناقل المقطع تلو الآخر، وكأن كل سطر فيها يحكي قصة شخصية، أو يستدعي ذكرى دفينة من ماضٍ جميل. الأغنية، التي كتبها ولحّنها النجم المحبوب Mansur Ark في حقبة التسعينات، أعيد تقديمها بروح حديثة وعاطفة مشتعلة بصوت Umut Akyıldız، ليمنحها بُعداً جديداً يلامس كل جيل.
إعادة إحياء الأغاني الكلاسيكية مهمة محفوفة بالمخاطر، لكن Umut لم يقترب من “Silinmez” لمجرّد أداءها، بل تنفّسها، عاشها، وشكّلها على قياسه الفني، لتولد من جديد كأنها خُلقت له تحديداً. هو لم يُغنّ فقط، بل حاور الأغنية، وأحياها من رماد الذكريات.
فريق موسيقي محترف جعل من الحلم واقعاً
وراء هذا العمل الفني العظيم يقف جيش من المحترفين الذين أبدعوا في كل تفصيلة صوتية وتقنية:

توزيع موسيقي ومكساج رئيسي: Ertan Mutlu – بلمساته الذهبية التي أنعشت اللحن ومنحته ديناميكية حديثة

تحرير الفوكال والمكساج النهائي: Özgür Yurtoğlu – الذي حرص على أن يظهر صوت Umut بأفضل صورة ممكنة

إخراج الفيديو كليب: Enki – الذي ترجم الموسيقى إلى صورة، والإحساس إلى مشاهد حيّة نابضة بالحقيقة

العزف المباشر:

الكيبورد: Ertan Mutlu

الباس غيتار: Fırat Kongar

الغيتار الكهربائي: Ediz Erinç

الدرامز: Mahmut Kocabaş

الكلارينيت والسكسافون: Umutcan Aydoğan

وتم تسجيل العمل داخل استوديو Zuhal Müzik، أحد أهم المحطات الصوتية في تركيا، المعروف بدقة هندسته الصوتية واحترافية إنتاجاته.
مشروع POPBESK: هوية موسيقية ثائرة تكتب التاريخ من جديد
فكرة المشروع بحد ذاتها تحمل تحديًا إبداعيًا: كيف نُعيد المزج بين البوب العصري والأرابيسك العاطفي في قالب واحد؟ الجواب جاء من Umut Akyıldız، الذي عرف كيف يوازن بين السهل الممتنع والدرامي العميق. “POPBESK” ليس مجرد سلسلة من الأغاني، بل هو خريطة موسيقية تحمل جمهوراً كاملاً إلى رحلة بين الماضي والحاضر، بين النغمة الكلاسيكية والصوت المعاصر.
ومع “Silinmez”، المشروع بلغ ذروته الإحساسية، إذ تُرجم هذا الانفجار العاطفي إلى أرقام واقعية: الأغنية تصدّرت التريند في تركيا خلال ساعات من إطلاقها، وحقّقت مشاهدات تخطّت التوقعات على مختلف المنصات، بينما تسابقت القنوات والمواقع الموسيقية لتغطية الحدث.
تفاعل الجمهور؟ عاصفة حُب لا تُهدأ!
الجمهور لم يتأخر في التعبير: آلاف التعليقات غزت السوشيال ميديا، من مستمعين وصفوا العمل بـ “العلاج النفسي”، إلى من قالوا إن “Umut أرجعنا لطفولتنا وخلانا نبكي ونبتسم بنفس اللحظة”. الهاشتاغ #popbesk تصدّر تويتر، وعبارة “Silinmez – Umut Akyıldız” أصبحت ترند عالمي، والمشاهدات تخطّت كل الأغاني السابقة في المشروع.
Umut Akyıldız: اسمٌ بات مرادفًا للصدق الفني
في وقت سادت فيه السطحية على كثير من الأعمال الفنية، اختار Umut أن يكون صوتًا حقيقيًا وسط ضجيج مفتعل. صوته لا يحتاج إلى مؤثرات، لأنه يحمل في طبقاته شجن السنين، ودفء العاطفة، وقوة الإحساس. هو من القلائل الذين يملكون القدرة على تحويل الميكروفون إلى مرآة داخل القلب.
“Silinmez” لم تُعد فقط أغنية محبوبة إلى الواجهة، بل أعلنت عن ولادة نجم ناضج فنيًا، يعرف كيف يُمسك بالخيط الرفيع بين الطرب والجمال، بين البساطة والعمق.
خاتمة لا تُنسى… تمامًا كالأغنية
“Silinmez”… لا تُمحى. عنوان الأغنية يعكس تماماً حال جمهور Umut بعد سماعها. لا يمكن محو تلك المشاعر، ولا نسيان تلك النغمة، ولا تجاوز ذلك الأداء المرهف. Umut Akyıldız أعاد للموسيقى التركية كرامتها، وأثبت أن الفن الحقيقي لا يموت… بل يعود أقوى حين يجد من يحمله بأمانة وصدق.
ومع استمرار مشروع # POPBESK، الجمهور يقف على أطراف الحنين، ينتظر جديده بشغف، ويتساءل: ماذا سيُدهشنا Umut بعد؟
الجواب؟ فقط الزمن سيكشف، لكن المؤكد أن القادم لن يُمحى أبدًا.

قد يعجبك ايضا
تعليقات