بقلم : ياسمين أحمد
في ظل التطور المتسارع الذي يعيشه العالم اليوم بات الإنسان محاطًا بمصادر عدة من الضغط والتوتر من وسائل التواصل الإجتماعي إلى وتيرة العمل المرتفعة ، الإنتقال من مهمة إلى أخرى ، وتدفق المعلومات المتواصل ، كلها أمور جعلت من الراحة النفسية تحديًا حقيقيًا ،، ولم يعد الحديث عن الصحة النفسية رفاهية أو ترفًا فكريًا بل أصبح من ضرورات الحياة المتوازنة .
ما هي الصحة النفسية ؟
الصحة النفسية لا تعني فقط غياب الإضطرابات بل هي حالة من التوازن النفسي والعاطفي تمكّن الإنسان من التعامل مع ضغوط الحياة اليوميةو العمل بإنتاجية والمساهمة في المجتمع بشكل فعال ،، وتشمل الصحة النفسية القدرة على التعامل مع الضغوط و بناء علاقات سليمة و اتخاذ قرارات مناسبة والتمتع بشعور داخلي من الرضا والطمأنينة .
ومن مظاهر عصر السرعة التي تؤثر على الصحة النفسية :
-الإفراط في العمل والإنجاز ، فضغوط العمل في عصرنا الحالي لا تنتهي إذ يُتوقع من الفرد أن يكون متاحًا بإستمرار ومنتجًا على الدوام ومتجاوبًا مع المهام حتى خارج ساعات العمل الرسمية ،
– وأيضاً الضغوط الرقمية
فالإرتباط المستمر بالأجهزة الذكية يُشعر الإنسان بأنه في سباق دائم فلا وقت للتأمل أو التوقف حتى في أوقات الراحة الهاتف لا يهدأ ، والتنبيهات لا تنقطع ،
-والمقارنة الاجتماعية ، فوسائل التواصل الإجتماعي أدت إلى تفاقم ظاهرة “المقارنة الاجتماعية” حيث يتعرض الفرد بإستمرار لصور لحياة الآخرين المثالية مما يخلق شعورًا بالنقص وعدم الرضا ،
– وقلة الوقت للذات
فنادرًا ما يجد الناس وقتًا لأنفسهم بعيدًا عن الواجبات والمسؤوليات وهذا يؤدي إلى إستنزاف نفسي طويل الأمد.
وكل ذلك يؤثر سلباً على الصحة النفسية مما يؤدى إلى الشعور بالإرهاق النفسي المستمر واضطرابات في النوم أو الشهية والتوتر الزائد أو نوبات القلق
وفقدان الإهتمام بالأشياء التي كانت ممتعة والإنعزال الإجتماعي وأفكار سلبية متكررة ،،
ومن أهم إستراتيجيات الحفاظ على الصحة النفسية :
– تنظيم الوقت وتحديد الأولويات
والتخطيط الجيد وتخصيص وقت للراحة والإهتمام بالنفس يساعدان في تقليل الشعور بالإرهاق الذهني ،
-وممارسة الرياضة ، فالرياضة لا تحسن فقط الصحة الجسدية بل تساهم في إفراز هرمونات تحسن المزاج مثل السيروتونين والدوبامين ،،
-الراحة الرقمية
أى الإبتعاد عن الهاتف لساعات يوميًا له تأثير كبير على تخفيف التوتر الذهني والقلق ،،
-الإهتمام بالنوم والتغذية
قلة النوم وسوء التغذية مرتبطان مباشرة باضطرابات القلق والإكتئاب ، النوم الجيد غذاء للعقل ، والأكل الصحي يدعم توازن الجسم والدماغ .
– ممارسة التأمل وتمارين التنفس تساعد على تهدئة العقل وإعادة التوازن.
– طلب الدعم النفسي
لا يجب الخجل من الحديث عن المشاكل النفسية أو اللجوء إلى مختص نفسي فالعلاج النفسي ليس دليل ضعف بل وعي ورغبة في التحسن .
الصحة النفسية في عصر السرعة تتطلب وعيًا واهتمامًا ، وخطوات متواصلة في عالم يركض بلا توقف .
