الكاتب الصحفي والناقد الفني عمر ماهر جنات تضرب من جديد: أغنية ضعت منك تجتاح القلوب وتشعل التريند بإحساس ما بينوصف”
رجعت جنات، وبأي رجعة! النجمة المغربية اللي كانت ساكتة لفترة بعد تتر مسلسل ياسمين صبري ٢٠٢٥ ، فجّرت مفاجأة من العيار الثقيل بأغنيتها الجديدة “ضعت منك”، يلي ما مضى على إطلاقها ساعات، حتى قلبت مواقع التواصل وحجزت محلها بالتريند بكل جدارة.
من أول ثواني، بتعرف إنك قدّام عمل فنّي مش عادي. صوت جنات اللي كلنا منعرفه، رجع بقوّة ناضجة، مليانة نبرة وجع، حنين، وكرامة موجوعة. الإحساس اللي بتحطه بكل جملة بيقطع النفس، وكأنها عم تعيش القصة مش تغنيها.
كلمات مش بس بتوصف حالة… بل بتعرّيها
“ضعت منك، كنت شاري بعمري قربك
إلا إنك كنت بخلاف كل شي أنا قولته عنك…”
هالكلمات بقلم أحمد العزب هي خنجر ناعم، بتفوت للقلب وبتخليك تراجع كل حب مرق بحياتك. بتفكر: كم مرة حبّينا ناس مش قدنا؟ كم مرة أعطينا وخلصنا، وهني كانوا شي تاني؟
الكلمات قاسية، حقيقية، ما فيها لا تزييف ولا رتوش. وكل بيت فيها كأنو صفعة لخيبة كانت متخبية جوا الروح.
“لو راجعلي تقولي آسف؟ خليهالك!
كسر خاطري زمان… لا يمكن إنسَ هالك”
في وحدة، في اكتفاء، في نُضج مش طبيعي بهالبيت. في مرارة حلوة، بتفجّر دمعة بس من دون ندم. ومن هون، جنات ما بس عم تغنّي، هي عم تحكي بإسم آلاف البنات يلي مرقوا بتجارب مشابهة، وقالوا “خلص، كفى، قلبي ما عاد يتحمّل”.
صوت جنات… هوّي البطل الحقيقي
الموسيقى بتوزيع دافيد أمين والألحان بتوقيع غريب، اشتغلوا كلن بتوازن رائع، بس بالحقيقة، البطل الحقيقي بهالعمل هو “الصوت”. جنات ما غنّت… جنات تأوّهت، حكت، عبّرت، خلّت الصوت يبكي ويعتب ويقسى، كل هيدا بلحظة وحدة.
الإحساس طالع من جرح، من خيبة عمر، من حب خلّف وراه رماد… وجنات حوّلت هالرماد لنغمة بتكوي القلب.
الجمهور؟ ملهوف، ومبسوط، ومندهش!
بمجرد ما نزلت الأغنية، صار في حالة “هيستيريا إحساس” على السوشال ميديا. الكل صار يكتب:
“رجعت جنات اللي منحبها!”
“هي دي الأغاني اللي منستناها!”
“الإحساس ما بيندثر إذا في ناس متل جنات!”
الفانزات نزلوا اقتباسات من الكلمات، غيروا حالات واتساب، نزلوا ستوريز، وعملوا تحديات على تيك توك على صوت الأغنية. الكل عم يعيش حالة جماعية من التأثّر، ومن الواضح إنو “ضعت منك” رح تبقى فترة طويلة حاضرة بوجدان الناس.
ليش هالقد نجحت؟
لأنها صادقة. لأنو الفن الحقيقي هو يلي بيشبهنا. وجنات ما رجعت تحكي عن حب خرافي أو نهاية سعيدة وهمية. هي رجعت تحكي عن الحقيقة… عن الناس يلي ضاعوا من ناس، عن قلوب طيّبة تعبت من العطاء، عن بنات شبهوها وقالوا: “أنا متلها”.
ختامًا: مش بس أغنية… هيدي حالة
“ضعت منك” مش مجرد رجعة، هيدي علامة فارقة. جنات بها الأغنية ما رجعت تغني بس، هي رجعت تقول: “أنا بعدني هون، بإحساسي، بصدقي، بقلبي الكبير يلي بعدو بيعرف يوجع ويتشافى”.
وإذا هيدا هو مستواها ببداية رجعتها، خلّينا نترقّب الباقي، لأن الظاهر إنو جنات داخلة على مرحلة فنية ناضجة، حقيقية، ومليانة وجع حلو… وجمهور عطشان لهالنوع من الفن.
