بقلم _ زينب الشريف
الاحتواء.. ذاك الشعور الدافئ العميق الذي يجعلنا نشعر بأمان، وحب من الآخرين في ظل تسارع الحياة، وتقلبها المفاجئ نجد من يضمنا إليه بذراعيه، من يستمع إلينا حق الاستماع يفهمنا كما نريد، فهذه كلها أشياء لا تأتي بين ليلة، وضحاها، فمن الصعب أن نجد هذا الشخص بسهولة.
فالاحتواء لا يعني كلمات طيبة فحسب، بل أفعال تحمل في ثناياها الطمأنينة، والدفئ، أناس حتى في صمتهم احتواء.
_ أما عن أسباب احتياج الفرد منا للاحتواء:
١/نحن بشر بطبيعتنا خلقنا الله ضعفاء نحتاج دائماً لمن يخفف عنا حمل الحياة، وضغوطها، لا من يزيد حملها أكثر، نحتاج دائماً إلى من يرمم الجروح بداخلنا، حتى، وإن لم يتغير الموقف يكفي أن يهون أحدهم ما نشعر به.أن نجد من يمسك بأيدينا دون الكثرة في اللوم، والعتاب.
٢/الاحتواء يعتبر بمثابة أساس الاستمرارية في العلاقات أيا كان نوعها سواء علاقة الابن بوالديه، علاقة اصدقاء، فالعلاقات لا تبنى على المنطق، والمثالية، بل على اللين، والود، والتقدير، والتفهم، والاحتواء، فقد أثبتت الدراسات أن الأشخاص غير المحتضنة هم أكثر عرضة للإصابة بأمراض نفسية عن غيرهم ممن يشعرون بالاحتواء، والتقدير.
_ كيف نمارس الاحتواء مع الغير:
١/نستمع للآخرين أكثر مما نتحدث.
٢/نكون أكثر تفهما.
٣/ نحاول قدر الإمكان البعد عن الأحكام، وزيادة أوجاع الغير.
٤/ أن نطلق العنان للغير يتحدث بأريحية.
_ في النهاية، فالاحتواء ليس رفاهية، أو شيئاً فيه خيار، فهو مفتاح الاستمرارية في العلاقات، ويضيف لها روحها،فلنكن حضنًا آمنًا في عالمٍ قاسٍ، ويدًا تربت على القلب حين يثقل بالحياة.
