القاهرية
العالم بين يديك

السداد والمتابعة: طريق الاستقامة والنجاح.

7

م / رمضان بهيج
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “سددوا وقاربوا”. هذا الحديث النبوي الشريف يحمل في طياته معاني عظيمة وتوجيهات سامية، تدعو المسلم إلى السعي نحو الكمال والاجتهاد في كل جوانب حياته، مع الأخذ في الاعتبار طبيعة الإنسان وضعفه.
شرح الحديث:

سددوا: يعني الاستقامة والإصابة في القول والعمل. وهو دعوة للحرص على فعل الصواب وتجنب الخطأ قدر الإمكان.

قاربوا: يعني القصد الذي لا غلو فيه ولا تقصير. وهو دعوة للاعتدال والتوسط في الأمور، وعدم المبالغة أو الإفراط.

معاني الحديث ودلالاته:

السعي نحو الكمال: يحث الحديث المسلم على بذل أقصى جهده في سبيل تحقيق الكمال في عبادته وعمله وأخلاقه، دون أن ييأس أو يستسلم للنقص.

الاعتدال والتوازن: يدعو الحديث إلى التوازن في الحياة، وعدم الإفراط في أي جانب على حساب الآخر.

التيسير ورفع الحرج: يراعي الحديث طبيعة الإنسان وضعفه، ويحث على التيسير في الأمور، وعدم تحميل النفس ما لا تطيق.

الأمل والرجاء: يبث الحديث روح الأمل والرجاء في نفوس المسلمين، ويذكرهم بأن الله تعالى يقبل منهم ما استطاعوا، ويتجاوز عن تقصيرهم.

تطبيقات الحديث في حياتنا:

في العبادة: يجب على المسلم أن يسعى إلى أداء العبادات على أكمل وجه، مع مراعاة التيسير وعدم تحميل النفس ما لا تطيق.

في العمل: يجب على المسلم أن يجتهد في عمله ويتقنه، مع الحرص على العدل والإنصاف.

في الأخلاق: يجب على المسلم أن يتحلى بالأخلاق الحميدة، مثل الصدق والأمانة والتواضع، مع تجنب الأخلاق السيئة، مثل الكذب والخيانة والكبر.

في العلاقات الاجتماعية: يجب على المسلم أن يسعى إلى بناء علاقات طيبة مع الآخرين، مع الحرص على العدل والإنصاف والتسامح.

ختامًا:
حديث “سددوا وقاربوا” هو نبراس يضيء لنا طريق الاستقامة والنجاح في الدنيا والآخرة. فلنحرص على تطبيقه في حياتنا، ونسأل الله تعالى أن يوفقنا لما يحب ويرضى.

قد يعجبك ايضا
تعليقات