القاهرية
العالم بين يديك

نقطة ومن أول السطر…

10

بقلم /نيفين النهري.
عندما يكون لديك صديقٌ مقرّب إلى قلبك، تشاركه الحديث، وتتبادلان الاتصالات بكل ودّ ورحمة، ثم يتغير فجأة، ويلجأ إلى من كنتما تنتقدان سلوكهم معًا، أو من اتفقتما يومًا على رفض بعض صفاتهم، تأكّد أن هذا ليس مجرد “تغيّر”، بل هو كشف لحقيقة.

اعلم جيدًا أن الله يُظهر لنا الوجوه الحقيقية حين نكون في حاجة لمعرفة من يستحق البقاء في قلوبنا، ومن يجب أن نُغلق الباب خلفه بهدوء. فإن ابتعد عنك هذا الصديق، فلأنه لا يشبهك، لا في الطبع، ولا في المبادئ، ولا في الروح.

كن مطمئنًا…
الذي يلجأ لعدوّك، أو لمن تختلف عنه جوهريًا، فهو ببساطة وجد فيهم ما يُشبهه، وافتقد فيك ما لا يُشبهه.

ولا تحزن، فاختيار الله دائمًا هو الأفضل.
فما يُبعده الله عنك لم يكن خيرًا لك، وما يُقرّبه هو التوفيق بعينه، وإن لم تفهم ذلك الآن، فستفهمه لاحقًا.

الأصدقاء أنواع:

من هو صديق مصلحة، ينتهي بانتهاء الحاجة.

ومن هو صديق مرحلة، يجمعكما مكان أو زمان أو ظرف، ثم يفترقان.

ومن هو رفيق روح وعقل، هذا هو الصديق الحقيقي، الذي يشعر بك دون أن تتكلم، ويفرح لفرحك، ويحزن لحزنك، وينصحك إذا أخطأت، ويحضنك إذا ضعفت.

هذا الصديق هو أخٌ لم تلده أمك، بل أنجبته لك الأقدار، فحافظ عليه، فهو نعمة نادرة.

في النهاية:
حُسن الاختيار هو الأساس.
صديقك مرآتك، فاحسن اختيار من ترى نفسك فيه.
أما الصديق الخطأ، فستدفع ثمنه في كل موقف، وكل خذلان، وكل ألم سببه لك أو شارك فيه..

قد يعجبك ايضا
تعليقات