د _ عيد علي
في 10 أبريل 2025 أعلنت وزارة البترول والثروة المعدنية في مصر عن زيادة جديدة في أسعار الوقود بما في ذلك البنزين والسولار وذلك رغم انخفاض الأسعار العالمية في ذات الفترة. هذه الزيادة أثارت الكثير من التساؤلات حول أسبابها كما أثرت بشكل كبير على المواطنين، خاصة محدودي الدخل الذين يعانون أصلاً من تزايد تكاليف الحياة اليومية.
الأسباب وراء زيادة الأسعار: كما تم توضيحه سابقًا، تُعزى الزيادة في الأسعار إلى عدة عوامل بما في ذلك:
1. آلية التسعير المحلية التي تعتمد على متوسط الأسعار العالمية لفترة سابقة.
2. التزامات مع صندوق النقد الدولي التي تفرض على الحكومة المصرية تقليل الدعم على الوقود تدريجيًا.
3. تقلبات سعر الصرف وتأثيرها على تكلفة استيراد الوقود.
4. التكاليف الإضافية مثل تكاليف النقل والتخزين.
تأثير الزيادة على محدودي الدخل:
1. ارتفاع تكاليف النقل: مع زيادة أسعار البنزين والسولار، يرتفع أيضًا تكلفة وسائل النقل مثل الأتوبيسات، التاكسي، والتوك توك، والتي يعتمد عليها ملايين من محدودي الدخل. هذه الزيادة قد تضع عبئًا إضافيًا على الأسر التي تعاني من تدني الأجور، مما يزيد من تكاليف التنقل اليومي.
2. زيادة أسعار السلع والخدمات: ترتبط زيادة أسعار الوقود ارتباطًا وثيقًا بزيادة تكاليف السلع والخدمات الأساسية. النقل هو جزء أساسي في سلسلة التوريد للعديد من السلع، لذا فإن ارتفاع تكاليف الوقود يؤثر في الأسعار بشكل عام. نتيجة لذلك، قد يشهد محدودو الدخل ارتفاعًا ملحوظًا في أسعار المواد الغذائية والسلع الأساسية.
3. ضغوط على الميزانية الأسرية: مع الزيادة في أسعار الوقود، سيضطر العديد من الأسر ذات الدخل المحدود إلى تعديل ميزانيتها المنزلية. قد يُضطر البعض إلى تقليل الإنفاق على الاحتياجات الأساسية أو تقليل استهلاك الوقود، مما قد يؤثر سلبًا على جودة حياتهم.
4. التأثير على الفقراء العاملين في القطاعات غير الرسمية: العديد من العاملين في القطاعات غير الرسمية، مثل سائقي التاكسي والتوك توك والباعة المتجولين، يعتمدون على الوقود بشكل كبير في عملهم اليومي. مع الزيادة في الأسعار، سيواجه هؤلاء تحديات أكبر في تغطية نفقاتهم، مما يهدد استمرارية عملهم وقدرتهم على تأمين قوت يومهم.
5. تفاقم مشكلات الفقر: تزداد مع هذه الزيادات مشكلات الفقر في البلاد، حيث يُعتبر ارتفاع تكاليف الوقود من العوامل الرئيسية التي تساهم في زيادة الفجوة الاقتصادية بين الطبقات الاجتماعية. محدودو الدخل يعانون أصلاً من تضخم الأسعار في مجالات أخرى، وارتفاع تكاليف الوقود سيجعل قدرتهم على تحمل نفقات الحياة أكثر صعوبة.
والحق أقول إن الزيادة في أسعار الوقود في مصر، على الرغم من انخفاض الأسعار العالمية، تمثل تحديًا كبيرًا لمحدودي الدخل في البلاد. مع زيادة تكاليف النقل والسلع الأساسية، تتفاقم معاناتهم الاقتصادية، ما يضع المزيد من الضغوط على الأسر ذات الدخل المنخفض ويزيد من الفجوة الاقتصادية. هذا يفرض على الحكومة اتخاذ تدابير للتخفيف من آثار هذه الزيادات، سواء عبر دعم إضافي أو تعزيز البرامج الاجتماعية للمساعدة في تحمل أعباء هذه الزيادة.
