بقلم: أحمد خالد
في كل مرة نسمع فيها عن قصف جديد، عن شهيد آخر، عن طفل فقد والده، أو أم تحتضن جثمان صغيرها، يتجدد الألم في قلوبنا، ويزداد الوجع عمقًا في ضمائرنا. ما يحدث في غزة ليس مجرد أخبار عابرة، ولا مشاهد تُعرض على الشاشات، بل هو جرح مفتوح في جسد أمتنا، ينزف منذ سنوات دون توقف.
غزة اليوم تحت الحصار والقصف، تُقصف البيوت على رؤوس ساكنيها، تُستهدف المدارس، تُهدم المساجد، وتُدفن العائلات تحت الأنقاض. هناك، حيث يُولد الأطفال تحت صوت الانفجارات، لا يعرفون من الحياة سوى الخوف، ومن الطفولة سوى الحرمان.
ننظر إلى شاشاتنا عاجزين، نتابع الأخبار بقلوب واجفة، ونتساءل: ماذا يمكن أن نفعل؟ لا نملك الطائرات، ولا القرار، ولا حتى القدرة على إيصال الدواء أو الخبز، لكننا نملك شيئًا لا يُستهان به… الدعاء.
الدعاء هو سلاح الضعفاء، لكنه أيضًا عزاء القلوب، وهو رابط روحي لا تقدر الجغرافيا على تمزيقه. فكل دعوة صادقة تخرج من القلب قد تكون نورًا في ظلمة نفق، وقد تكون رحمة لطفل خائف، أو سكينة لقلب أم مكلومة.
غزة لا تطلب الكثير… تطلب فقط أن نذكرها، أن نحملها في قلوبنا، أن نتحدث عنها، أن لا ننسى أن هناك من يعيش الألم كل لحظة. فلتكن أصواتنا داعمة، وكلماتنا صادقة، ودعواتنا خالصة من القلب.
غزة لن تموت، فكل أرض تنبت الشهداء لا تُقهر… وكل شعب يصمد في وجه العاصفة، لا يُهزم.
