بقلم / محمد المعبدي
إن ما يحدث في مصر خلال الفترة الأخيرة من جرائم دخيلة على المجتمع المصري (انتحار – قتل – شروع في قتل – اغتصاب وتحرش بالأطفال – سرقة بالإكراه – إلخ) ليست مشكلة أمنية، إنما هي كارثة مجتمعية بجميع المقاييس، ويجب تكاتف جميع فئات المجتمع ومؤسساته والتحرك فورًا تجاه تلك الكارثة.
وأناشد، كمواطن مصري، السيد رئيس الجمهورية بتشكيل لجنة من رجال الدين الإسلامي، وخاصة الأزهر الشريف، ورجال الدين المسيحي، وأساتذة علم النفس، وأساتذة القانون، ورجال البحث الجنائي، والقوات المسلحة، والإعلام، وذلك لوضع خطة محكمة، أهم بنودها جمع جميع ملفات القضايا الشاذة التي حدثت خلال الفترة الأخيرة، وفحص شخصية الجاني في تلك القضايا، وفحص ظروفه الأسرية، وأسباب ودوافع ارتكاب تلك الجرائم، والعمل على حلها خلال الفترة القادمة.
وأنا شخصيًا أحصر أسباب تلك الجرائم في الآتي:
1- ضعف الوازع الديني: سببه تقصير في الدور التربوي الأسري، مع تقصير من رجال الدين والإعلام في توجيه البرامج الدينية لصالح المجتمع.
2- الأسرة: عدم تأسيس ومتابعة الأسرة لأبنائها من الناحية الدينية والتربوية، وعدم تأسيسهم على أصول دينية صحيحة ومعتدلة، وعدم متابعتهم لأصدقائهم وصفحاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي، وكيفية استخدامهم لتلك المواقع.
3- سوء توجيه الفن والسينما والدراما التليفزيونية: سببه عدم وجود رقابة على صناعة السينما والدراما، ونظر الفنانين والمنتجين لشيء واحد وهو المكسب المادي دون النظر إلى قضايا المجتمع ومناقشتها بشكل إيجابي.
4- وسائل التواصل الاجتماعي: سببه استخدامنا لوسائل التواصل الاجتماعي بشكل سلبي، وعدم مراقبة أولياء الأمور لأبنائهم.
5- الفراغ: إذا فرغَ المرء ولم يجد ما يفعله، فسيكون وقوعه في الانحراف أسهل ممن يشغل وقته بما يفيد.
6- المخدرات: انتشار أنواع جديدة ومختلفة من المخدرات التي كان لها تأثير سلبي على سلوك هؤلاء الأشخاص، ومن تلك المخدرات (الشابو – قطرة الميدرابيد – الكريستال ميث – مخدر الاستروكس – مخدر الفلاكا – حبة الفيل الأزرق – المخدرات الرقمية).
7- الحرية المطلقة للشباب: عندما يُمارس الشباب حريتهم بشكلٍ مطلقٍ وغير مسؤول، فإنّ عواقب الأمور تكون وخيمة؛ فهم يظنون أن معنى الحرية يتجسد في قول وفعل ما يشاؤون، وفي الخروج والدخول دون رقيب، وفي اللبس والصرف كما يريدون، ولا يدرون أن هذه المفاهيم الخاطئة بداية لطريق الانحراف.
8- مؤسسات المجتمع المدني: التي لم تتبنَّ أي مبادرة لفحص وتقديم حلول لهذه الظواهر، واكتفت ببعض الأعمال الخيرية لكسب شو إعلامي فقط لصالح تلك المؤسسات.
برجاء التحرك سريعًا للقضاء على تلك الظواهر الغريبة على مجتمعنا.
