بقلم: محمود سعيد برغش
في خطوة أثارت الكثير من الجدل، فجّرت الفنانة ملك أحمد زاهر موجة من الانتقادات بعد ردها الحاد على الانتقادات الموجهة لمسلسلها “سيد الناس”، حيث قالت: “اللي مش عاجبه في ستين مليون مسلسل يتفرج عليهم.”
تصريح صادم اعتبره الكثيرون غير موفق، وكشف عن موقف دفاعي بدا بعيدًا كل البعد عن احتواء النقد الفني بروح ناضجة.
النقد الفني لا يعني الهجوم أو التقليل، بل هو مرآة العمل الإبداعي، يسلّط الضوء على مكامن القوة والقصور، ويساعد الفنان على التطور والتقدم. لكن بدلاً من احتواء الآراء المختلفة أو الرد عليها بلباقة، جاء رد زاهر ساخرًا، وكأنه يتجاهل وجود جمهور من حقه أن يُبدي رأيه.
ما قالته الفنانة الشابة قد يُفهم كنوع من الاستخفاف بالمتابعين والنقاد على السواء، وهو ما قد يؤثر سلبًا على علاقتها بجمهورها، خصوصًا في بدايات مشوارها الفني الذي يتطلب ثقة متبادلة واحترامًا للرأي والرأي الآخر.
ورغم النجاح الجماهيري الذي حققه مسلسل “سيد الناس”، فإن أي عمل فني ليس بمنأى عن النقد. النجومية لا تعني الحصانة، والتقدير الحقيقي لأي فنان يبدأ من احترامه للجمهور، وليس العكس.
كان من الممكن لملك زاهر أن ترد بطريقة أكثر توازنًا، تؤكد فيها على احترامها لتعدد الأذواق وتُظهر وعيها بأن لكل عمل مؤيدين ومعارضين. لكن ردها الصادم وضعها في مرمى الانتقادات أكثر من المسلسل نفسه.
في النهاية، يبقى السؤال: هل تتعلم ملك زاهر من هذا الموقف وتعيد النظر في طريقتها بالتواصل مع جمهورها؟ أم تستمر في طريق الردود القاطعة التي قد تعزلها عن قاعدتها الجماهيرية؟
