القاهرية
العالم بين يديك

عيد الفطر

12

م/ رمضان بهيج

عيد الفطر: بهجة اللقاء ونقاء الروح

يهل علينا عيد الفطر المبارك كنسمة رقيقة بعد شهر رمضان الفضيل، شهر الصيام والقيام والتضرع. يأتي العيد ليُتوّج هذه الرحلة الروحية، ويُعلن عن فرحة المؤمنين بإتمامهم الركن الرابع من أركان الإسلام، ونجاحهم في تزكية نفوسهم وتقوية صلتهم بخالقهم. إنه يوم الجائزة الكبرى، يوم الفرح الحقيقي الذي يملأ القلوب بهجة وسرورًا.

تستقبل الأمة الإسلامية عيد الفطر بحفاوة بالغة، حيث تبدأ مظاهر الاحتفال قبل حلوله بأيام. تتزين المنازل والشوارع، وتفوح رائحة الحلوى والمعمول الشهية في الأرجاء، استعدادًا لاستقبال الضيوف والأهل والأحباب. يرتدي الناس أجمل ثيابهم، وتعم الفرحة وجوه الكبار والصغار على حد سواء.

مع بزوغ فجر أول أيام العيد، يتوجه المسلمون إلى المساجد والساحات لأداء صلاة العيد، تلك الصلاة الجامعة التي تعكس وحدة الأمة وتآلفها. يتبادل المصلون التهاني والتبريكات، وتصدح التكبيرات في الأجواء معلنة عن حلول الفرح والسرور.

بعد الصلاة، تبدأ الزيارات العائلية وصلة الأرحام، وهي من أهم مظاهر الاحتفال بالعيد. يجتمع الأهل والأقارب على موائد عامرة بأشهى الأطعمة والحلويات، وتتبادل الأحاديث والذكريات، وتُنسى الخلافات وتتصافى القلوب. إنها فرصة لتجديد الروابط الاجتماعية وتعزيز أواصر المحبة والتآخي.

لا يقتصر فرح العيد على اللقاءات العائلية، بل يمتد ليشمل الفقراء والمحتاجين. فمن أهم شعائر العيد إخراج زكاة الفطر قبل صلاة العيد، وهي صدقة واجبة تطهر صيام المسلم وتعين المحتاجين على الاحتفال بالعيد والشعور بفرحته. كما يحث الإسلام على التصدق والإحسان في هذه الأيام المباركة، وزيارة المرضى وكبار السن والأيتام، وإدخال السرور إلى قلوبهم.

عيد الفطر ليس مجرد احتفال بمأكل ومشرب ولباس جديد، بل هو عيد الروح والقلب. إنه تذكير بأهمية التسامح والعفو والصفح، ونبذ الضغائن والأحقاد. إنه دعوة لفتح صفحة جديدة من النقاء والمحبة والسلام مع الذات والآخرين.

في هذا اليوم المبارك، نتذكر قيم التكافل الاجتماعي والوحدة الإسلامية، ونسعى جاهدين لترسيخ هذه القيم في حياتنا اليومية. ندعو الله أن يتقبل منا صيامنا وقيامنا، وأن يعيده علينا وعلى الأمة الإسلامية بالخير واليمن والبركات.

عيد فطر سعيد وكل عام وأنتم بخير.

قد يعجبك ايضا
تعليقات