القاهرية
العالم بين يديك

عمرو بن ود العامري

7

م/ رمضان بهيج

أخطر قاتل فى التاريـــخ ( عمرو بن ود ) ..
دخل على المسلمين فقال :
تزعمون أن موتاكم فى الجنة وموتانا فى النار ،
لقد اشتقتُ إلى النار ،
أما اشتاق أحـــــد منكم إلى الجنة ..؟

ثم أنشـــــد ..
ولقد بححتُ من النداء بجمعكم هل من مبارز ؟
ووقفتُ إذ وقف الشجاع بموقف البطل المناجز ،
إنى كذلك لم أزل متسرعاً نحو الهزاهز ..

فرد عليه علي بن أبي طالب ،

فقال :
لا تعجلنَ فقد أتاك مُجيبُ صوتِكَ غيرُ عاجز ،
ذو نيةٍ وبصــــيرةٍ والصدق مُنجى كل فائِز ،
إنى لأرجو أن أقيـــم عليك نائِحة الجنائز ،
من ضربةٍ نجلاء يبقى ذِكرُها عند الهزائِز ،

فقال عمرو : استصغروكَ فأرسلوك ..!!
فرد عليًُ : بل استحقروكَ فأرسلونى ..

فقال عمرو : إن أباكَ كان صديقى ،
ولا أُريد أن أفجعهُ فى قـــبره ..

فرد عليًُ : إن أباك لم يكن صديقي ،
وأنا أريد أن أفجعهُ بك فى قبره ..

فقال عمرو : إذهب فأنا لا أُريد أن أريق دمك ..
فرد عليُّ : وأنت أُريدُ أن أُريق دمك ..

وأضاف عليُّ :
سمعتُ أنك إذا خُيرت بين ثلاث أخترت واحداً ،
فقال عمرو : نعـــم ، فهاتنى الأولى ،

فقال له عليُّ : الأولى أن ترجــــع
فقال عمرو : أنا لا ازحفُ من القتال ،
أتفعل ، مالم يستطع أن يفعله جيش بأكمله ،
أتريدنى أن أعـــــــود .. !!

هاتنى الثانية ..
قال له عليُّ : أن تشهدُ أن لا إله إلا الله ،
وأن محمداً رســـــول الله ..

فقال عمرو :
والله لو كان رأسى فى قاع جهنم ما قلتها .. !!

اطرح خيارك الأخـــير ،
فقد قبلت به قبل أن اعرفه ..

فقال له عليُّ :
أن تبارزنى أنا على الأرض وأنت على فرسك ..

فاستشاط عمرو غيظاً ،
ونزل من على فرسه ونحره بسيفه ،
وشق فرسه نصفـــين ..

فــــبدأ القتال ..

فضرب عمرو عليُّ بن أبي طالب على كتفه ،
فقطع رداء رسول اللّه ،

ثم ضربه ضربةً ثانية ،
على رأسه فانفجر الدمُ من رأسه ..

فارتفع الغبار ،
فلم يرى الناسُ من يَضرِب ومن يُضرب ،
حتى ارتفعت صرخة اهتزت منها أرجاء المدينة ..

هدأ القتال ونزل الغبار وبان الأبطال ..
فإذا بعليُّ يقف على صــدر عمرو ،
وهو يحملُ رأس الشقي عمرو ،
على سن سيف رســول اللّه ..

فناداهُ النبى صلى الله عليه وسلم ،
وقال له : كيف قتلته .. ؟

فقال له ذكرنى الشيطان بصولاته وجولاته ،
فتذكرت عظمة الله ،
فاحتقرتهُ فى عينى فقتلته ..

ثم أشار على جثته فقال :
عَبَد الحِجارةَ من سفاهة عقلهِ ،
وعبَـــدتُ رب محـــــمدٍ بصوابى ،
لاتحسبن الله خاذِل دينهِ ونبيهِ يامعشر الاحزابِ .

اللهم صل علي سيدنا محمد

قد يعجبك ايضا
تعليقات