القاهرية
العالم بين يديك

كيف يفهم الدماغ اللغات المخترعة؟ دراسة جديدة تكشف السر

5

ريناد حسام
في اكتشاف علمي مذهل وجدت دراسة جديدة أن الدماغ البشري يعالج اللغات الاصطناعية تمامًا كما يفعل مع اللغات الطبيعية. سواء كانت لغة عالمية مثل الإسبرانتو أو لغات خيالية مثل الكلينجونية من “ستار تريك” والدوثراكي من “صراع العروش”، فإن مناطق الدماغ المسؤولة عن معالجة اللغة تستجيب لها بنفس الطريقة.

هل للدماغ حدود لغوية؟

لطالما اعتقد العلماء أن شبكة معالجة اللغة في الدماغ تتطور استجابةً للغات الطبيعية فقط، لكن الدراسة التي أجراها معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT) كشفت أن هذه الشبكة تتفاعل أيضًا مع اللغات المصطنعة، حتى لو لم تكن جزءًا من تراث ثقافي طويل.

قام الباحثون بجمع 50 شخصًا يتحدثون لغات مصطنعة بطلاقة، مثل الإسبرانتو والكلينجونية، وخضعوا لفحوصات التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي (fMRI) أثناء الاستماع لهذه اللغات. النتائج كانت مذهلة: الدماغ استجاب بنفس الطريقة التي يستجيب بها للغات الأم، مما يدل على أن القدرة على معالجة اللغة لا تعتمد على أصلها، بل على قدرتها على نقل المعاني والتواصل.

ما الذي يعنيه هذا الاكتشاف؟

توضح إيفلينا فيدورينكو، الباحثة الرئيسية في الدراسة:
“وجدنا أن اللغات المصطنعة تستخدم نفس النظام العصبي الذي تستخدمه اللغات الطبيعية، مما يعني أن تطور اللغة لا يتطلب بالضرورة قرونًا من التكيف الثقافي أو ملايين المتحدثين.”

بدورها، تشير سايما مالك موراليدا، المؤلفة المشاركة في الدراسة، إلى أن هذه النتائج تعيد تعريف مفهوم اللغة، إذ تؤكد أن العقل البشري قادر على التكيف مع أي نظام لغوي منظم، حتى لو تم اختراعه حديثًا.

اللغات المصطنعة: مجرد تجربة أم مستقبل التواصل؟

على عكس اللغات الطبيعية، التي تتشكل عبر الأجيال داخل المجتمعات، فإن اللغات المصطنعة تُصمم عن قصد بقواعد ومفردات محددة. من أبرز هذه اللغات الإسبرانتو، التي اخترعها لودفيك زامنهوف عام 1887 بهدف تسهيل التواصل الدولي، ويُقدر عدد متحدثيها اليوم بـ 60 ألف شخص حول العالم.

هذا الاكتشاف يفتح الباب أمام تساؤلات جديدة:

هل يمكن أن تصبح اللغات المصطنعة وسيلة فعالة للتواصل العالمي؟

هل يمكن استخدامها لتحسين التعلم اللغوي أو علاج اضطرابات اللغة؟

الإجابة قد تكمن في أبحاث المستقبل، لكن المؤكد أن الدماغ البشري أكثر قدرة على التكيف مما كنا نعتقد، حتى عندما يتعلق الأمر بلغات لم تكن موجودة قبل بضعة عقود فقط.

قد يعجبك ايضا
تعليقات