بقلم _ ابن الخضراء داود بوحوش _ الجمهورية التونسية
في كل شارع إمام
جامع هنا
و هناك على الجامع
يتّكئ جامع
نجوم تتلألأ
في شتى البقاع صوامع
خطب
تضجّ بها المسامع
لا شيء هنا
سوى
خرير سيول
تنهمر بها المدامع
هنا حنبليّة
و هناك لا أحد
غير الحنفيّة بالمحراب قابع
و الشّبر فاصل
بين الشافعيّة و المالكيّة
و الفلول تسّابق تتلاحق
إلى التّشرذم توابع
جميل أن تكون
للفكر زوابع
و أجمل من ذلك أن
تكون للفقه مجامع
لكن هيهات
الكل يمجّد دينه
و تفقأ عين الآخر الأصابع
جذب إلى الوراء
و القفز بالقرون قد
وصل له العالم
فشتّان بين من
تعلّق بما وراء العرش فناله
و بين من
في سُنن الوضوء
لا يزال بعدُ يُقارع
بل و يدّعي أنّه الوحيد الضّالع
ذا الكون و إن بدا واسعا
فإلى الفناء راجع
فلم الإصرار على الخلاف
و القرآن أسٌّ
و نهج النبيّ وامض لامع
آه!…كم أخجل منك
يا أمّة
سخرت من فرقتها العوالم
فلا تسلني برّبّك
لِمَ تكالبت علينا المطامع
و لا… أين نحن من
جينين و جباليا
و غ.ز.ة التي
بمفرها صهيون تُصارع
فأين الوازع الذي
إليه نحتكم
و العدوّ من أمام و من خلف
كما يحلو له يُضاجع
