القاهرية
العالم بين يديك

المفترس الغامض الذي أرعب الاحتلال وعاد معززًا مكرمًا

7

محمود سعيدبرغش
في واقعة مثيرة أشبه بأسطورة من أساطير الصحراء، ضجت الأوساط الإخبارية بقصة غريبة عن أنثى الوشق المصري، هذا القط البري المفترس، التي عبرت الحدود المصرية إلى الأراضي المحتلة، وهاجمت عددًا من جنود الاحتلال الإسرائيلي، مسببة لهم إصابات مختلفة، قبل أن تعود إلى أرضها في سيناء سالمة، وكأنها جاءت في مهمة محددة ثم انسحبت بكل شموخ.

ما هو الوشق المصري؟

الوشق المصري، أو عناق الأرض (Caracal)، هو واحد من أشرس القطط البرية في الصحراء المصرية، يتميز بجسمه الرشيق، وأذنيه الطويلتين ذات الخصل السوداء، وسرعته الفائقة التي تجعله من أمهر الصيادين. يبلغ طوله حوالي متر، ووزنه يصل إلى 20 كيلوجرامًا، مما يجعله من أقوى المفترسات في بيئته.

الوشق في الحضارة المصرية القديمة

لم يكن المصريون القدماء يجهلون قوة الوشق، فقد رسموه على جدران معابدهم، واعتبروه رمزًا للقوة والحرية. كان هذا الحيوان دائمًا بعيدًا عن الأنظار، لا يظهر إلا عند الحاجة، وكأنه مرتبط بالأساطير أكثر من الواقع. واليوم، يبدو أنه عاد ليذكّر العالم أنه لا يزال سيد الصحراء الذي لا يُقهر.

الهجوم على جنود الاحتلال.. أسطورة جديدة؟

بحسب التقارير، تسللت أنثى الوشق إلى داخل قاعدة عسكرية إسرائيلية في منطقة هار حريف، حيث فوجئ الجنود بوجودها بينهم قبل أن تبدأ بمهاجمتهم. بعضهم تعرض لعضات وخدوش، فيما أصيب آخرون بحالة من الذعر والارتباك. حاول الجنود التعامل معها، لكنها كانت أسرع وأذكى، إذ انسحبت بمهارة من المنطقة وعادت إلى سيناء وكأن شيئًا لم يكن.

ورغم أن البعض يشكك في الواقعة، إلا أنها تحمل دلالات رمزية كبيرة، فالوشق حيوان لا يقبل الأسر، ولا يعيش في قفص، تمامًا كالشعوب الحرة التي ترفض الاحتلال.

لماذا لا يظهر الوشق المصري بسهولة؟

الوشق من الكائنات التي تعيش في الخفاء، يفضل الابتعاد عن البشر، ونادرًا ما تتم مشاهدته. ولكن إذا شعر بالخطر أو التهديد، فإنه يتحول إلى مقاتل شرس، لا يخشى المواجهة. قدرة الوشق على التخفي والتمويه جعلته أحد أذكى المفترسات في الطبيعة، فهو لا يهاجم إلا عند الضرورة، ولا يظهر إلا في الوقت المناسب.

درس من الطبيعة.. الحرية لا تُشترى!

سواء كانت القصة حقيقية أم مجرد رمز، فإنها تعكس رسالة واضحة: الطبيعة ترفض الظلم، والحيوانات الحرة لا تعيش في الأسر. الوشق لم يعبر الحدود عبثًا، ولم يهاجم إلا دفاعًا عن وجوده. وكأنه يقول: الأرض تعرف أصحابها، والحر لا يركع.

ختامًا.. الوشق المصري، سيد الصحراء الذي لا يُقهر

بين الواقع والرمز، يظل الوشق المصري أحد أعظم مفترسات الصحراء، وواحدًا من رموز القوة والحرية في البيئة المصرية. سواء هاجم الاحتلال فعليًا أم لا، يكفي أنه ذكر الجميع بحقيقة ثابتة: بعض الكائنات لا تُروض، وبعض الحدود لا تُكسر.

قد يعجبك ايضا
تعليقات