القاهرية
العالم بين يديك

مكانـــــة الأم في الإســـــلام

20

إعداد / فاروق الحضري

(الأم ) في اللغة العربية معناها أصل الشئ للحيوان والنبات ، والوالدة و سميت الأم أما لأنها أصل الولد، كما سميت الفاتحة بـ أم الكتاب لأنها اشتملت على مقاصد القرآن والأم جميعها أمات وامهات.
فكرة الاحتفال بعيد الأم
بدأ الاحتفال بعيد الأم في ولاية بنسلفانيا بالولايات المتحدة الأمريكية سنه ١٩١٣ وذلك بمبادرة إحدى السيدات واسمها آنا جارويس ، التي طالبت بإلحاح رجالات الدولة والصحف بالإعلان عن عيد الأم واستجابوا لطلبها واعلن الرئيس ويلسون عن عيد الام عام ١٩١٤م
– وصاحب فكره عيد الأم في مصر هو الكاتب الصحفي ” على امين ” حين كتب يقول : الواقع أننا ننسى أمهاتنا ننسى التضحيات التي تقدمها لنا الأم ولا نذكرها إلا بعد أن يفرق الموت بيننا فلماذا لا نتفق على يوم من أيام السنة نطلق عليه يوم الأم ونجعله عيدا قوميا في بلادنا وبلاد الشرق وفي هذا اليوم يقدم الأبناء لأمهاتهم الهدايا الصغيرة ويرسلون للأمهات خطابات صغيرة يقولون فيها ” مرسى أو شكرا أو ربنا يخليك ” ، وقررت ان أضع زعيمات الجمعيات النسائية أمام الأمر الواقع ويكون ذلك الاحتفال في بداية فصل الربيع الذي هو بداية موسم الحب والجمال
الإســـــــــلام والأم
الحقيقة التي يجب أن يعرفها الجميع ان الإسلام اعطى حق الأم كاملا وحث على البر بها في كل الأوقات وخصص كل أيام العام أن تكون عيدا لها وجعل البر بها من أحب الأعمال الى الله كما ذكر في حديث ابن مسعود عندما سأل النبي اي العمل أحب إلى الله فقال النبي ” بر الوالدين “.
الأم في القرآن والأديان السماوية
احلت الاديان السماوية الأم بوجه عام منزلة سامية وأولتها احتراما مستحقا ، فالسيدة مريم العذراء أم السيد المسيح – عليه السلام – تتبوأ مقاما عاليا في عقيدة المسلمين وفي عقيدة المسيحيين وقد خصها القرآن الكريم كما خص السيد المسيح بكثير من آيات الاحترام والتبجيل فضلا على أن سورة خاصة في المصحف الشريف سميت بسورة «مريم » .
بر الوالديـــــــن
وفي الإسلام ولا سيما من جانبه الإنساني والخلقي والتربوي اهتمام خاص بشخص الأم وموضوع الأمومة سواء أكان ذلك في تناولها مستقلة أو مقترنة مع الأب وكثير ما حث القرآن الكريم والحديث الشريف على بر الوالدين وطاعه الأبوين والإحسان إليهما والإشادة بفضلهما قال تعالى ” وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا ” ، فقد كررالله سبحانه وتعالى الأمر بالإحسان إلى الوالدين وهو البر والشفقة والعطف ونهى عن أن يقال لهما أف و هو كفاية عن الايذاء بأي نوع كان حتى بأقل أنواعه .
ومن ثم ورد انه ( ﷺ ) قال ” لو علم الله شيئاً أدنى من أف لنهي عنه فليعمل العاق ما شاء أن يعمل فلن يدخل الجنة وليعمل البار ما شاء أن يعمل فلن يدخل النار ” ، ثم أمر سبحانه أن يقال لهما القول اللطيف وموافقه مرادهما ما أمكن لاسيما عند الكبر وان ندعو لهما بالرحمة لفضلهما الكبير والجزاء من جنس العمل قال ( ﷺ ) : ” بروا أباءكم يبركمم ابناءكم وعفوا تعف نساؤكم “، والولد اذا نظر إلى والديه نظرة رحمة يكون بارا لهما قال رسول الله ( ﷺ ) : “ما من وبلد بار ينظر إلى والديه نظرة رحمة الا كتب الله له بكل نظرةحجة مبروره قالوا يا رسول الله وان نظر كل يوم مائة مره ؟ قال النبي نعم الله أطيب و أكبر ” ومهما فعل الإنسان فإنه لا يوفي حق الوالدين ، وفي الحديث الشريف قبل يا رسول الله ما حق الوالدين على ولدهما قال لو خرجت من أهلك ومالك ما أديت حقهما وقد أشاد القرآن الكريم بدور الأم قال تعالى ” ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهنا على وهن وفصاله في عامين أن اشكر لي ولوالديك الى المصير وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفا “”وذلك لكون الأم عناؤها أكثر وشفقتها أعظم مع ما تقاسيه من حمل وطلق وولادة ورضاعة وسهر ليل وتلطخها بالقذر وتجنبها للنظافة والترفه . زاد الشارع في الوصية ببرها وحض على العناية بشأنها جاء رجل فقال يا رسول الله من أحق الناس بحسن صحابتي قال أمك قال ثم من قال أمك قال ثم من قال أمك قال ثم من قال ابوك مقتضاه أن يكون للأم ثلاثة امثال ما للأب من البر وكان ذلك لصعوبة الحمل ثم الوضع ثم الرضاع فهذه تنفرد بها الأم وتشقى . وليعلم الانسان انه مهما فعل فلن يصل الى قدر حق الام روى أن ابن عمر رضى الله عنهما رأى رجلا يطوف بالكعبة حاملا أمه على رقبته فقال يا ابن عمر اثرى اني جازيتها قال لا ولا بطلقة واحده ولكنك أحسنت والله يثيبك على القليل كثيرا ،وعن انس بن مالك رضى الله عنه قال اني رجل الى رسول الله ( ﷺ ) فقال اني اشتهي الجهاد ولا اقدر عليه قال هل بقى من والديك أحد قال أمي قال قابل الله في برها فإن فعلت فانت حاج ومعتمر ومجاهد .
وجاء رجل إلى النبي وقال يا رسول الله اردت ان أغزو وجئت أستشيرك قال هل لك من أم قال نعم قال فالزمها فان الجنة عند رجلها .
عقـــــــــوق الوالديـــــن

قال تعالى:” وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفا ” و جعل الإسلام عقوق الوالدين من الكبائر ومن أعظم الذنوب حيث قال رسول الله ( ﷺ ) الا أنبئكم بأكبر الكبائر الإشراك بالله وعقوق الوالدين وجلس وكان متكئا فقال ألا وقول الزور و شهادة الزور ، فمازال يكررها حتى قال الصحابة ليته سكت وقال ( صلى الله عليه وسلم ) ” كل الذنوب يؤخر الله منها ما يشاء إلى يوم القيامة الا عقوق الوالدين فان الله يعجله في الحياة قبل الممات .
أقــــــــوال في حــــب الأم

– لا تكون المرأة اماً بولادتها بل بتربيتها لأولادها ( يوحنا فم الذهب ) .
– حب الأم دائما في ربيعه (مثل فرنسي )
– أستطيع إن انسى كل ما تعلمته في المدارس لكن لن انسى ما تعلمته من أمی (نابليون )
– لو كان الابن حية فان الأم تلف به صدرها ( مثل عبری )
– أغلی ماسة في العالم قلب الأم (حكيم )،
معظم الحب للحبيبة واحسن الحب للزوجة وأدوم الحب للأم ( فيرفال ) ،
سيد أنواع الحب جميعا هو حب الأم (هيركين ) » .
– وسئل ابرهام لنكولن عن أعظم كتاب قرأه قال : أمي أعظم كتاب قرأته .

قد يعجبك ايضا
تعليقات