القاهرية
العالم بين يديك

لغز المومياء الحامل.. الحقيقة تتكشف بعد قرنين من الجدل

6

ريناد حسام
لا تزال مومياء مصرية، عُرفت باسم “السيدة الغامضة”، محور جدل علمي محتدم بعدما كشفت أبحاث متتالية تفاصيل متناقضة حول طبيعة وفاتها وما إذا كانت حاملاً حقًا.

تعود هذه المومياء إلى القرن الأول قبل الميلاد، وتم اكتشافها في الأقصر قبل نقلها إلى جامعة وارسو في بولندا عام 1826. لم تخضع لدراسات علمية مكثفة إلا مؤخرًا، ليكشف فحص بالأشعة المقطعية عام 2021 أنها تعود لامرأة شابة كانت حاملاً في شهرها السادس أو السابع.

لكن هذا الادعاء أثار موجة من الشكوك، إذ أكدت عالمة الأشعة سحر سليم أن ما تم اعتباره جنينًا ما هو إلا حزم تحنيط، وليس هناك أي دليل تشريحي يثبت الحمل.

لحسم الجدل، أجرى فريق بحثي من جامعة وارسو مراجعة دقيقة لأكثر من 1300 صورة مقطعية للمومياء، ليتوصل إلى نتيجة حاسمة: لا يوجد جنين، والمادة التي فُسرت على هذا النحو كانت ببساطة جزءًا من عملية التحنيط. كما دحضت الدراسة فرضية إصابة المومياء بسرطان البلعوم الأنفي.

وبناءً على هذه النتائج، أعلن الباحثون أن هذا الاكتشاف ينهي الجدل القائم، ويعيد كتابة الرواية العلمية حول “أول مومياء حامل في التاريخ”!

لكن رغم هذا الحسم العلمي، لا تزال هذه المومياء تثير اهتمام الباحثين وعشاق علم المصريات. إذ تسلط الدراسات الحديثة الضوء على مدى تعقيد طقوس التحنيط المصرية، ومدى دقة الفحوص العلمية الحديثة في فك ألغاز الماضي.

فيما يؤكد فريق وارسو أن نتائجهم حاسمة، يرى آخرون أن البحث في تفاصيل المومياء لم ينتهِ بعد، فكل صورة جديدة، وكل تحليل معملي متقدم، قد يكشف سرًا جديدًا عن حياتها أو وفاتها.

وبذلك، تبقى “السيدة الغامضة” نموذجًا مثاليًا لكيفية تفاعل العلم مع التاريخ، حيث تتغير الحقائق مع كل تقدم تقني، ويبقى الماضي مفتوحًا على احتمالات لا تنتهي!

قد يعجبك ايضا
تعليقات