متابعة/ريناد حسام
تصاعد التوتر على الحدود المصرية – الإسرائيلية، حيث أعلن الجيش الإسرائيلي عن مقتل أربعة أشخاص في حادثتين منفصلتين، بينهم مهربون وعمال مهاجرون، بعد إطلاق النار عليهم خلال محاولتهم العبور إلى إسرائيل.
وبحسب صحيفة معاريف الإسرائيلية، وقعت الحادثة الأولى قرب معبر “نيتسانا”، حيث فتحت القوات الإسرائيلية النار على مركبة اقتربت بسرعة من موقع عسكري، ما أدى إلى مقتل شخص بدوي وإصابة آخر كان برفقته.
أما الحادثة الثانية، فقد شهدت استهداف الجيش الإسرائيلي لثلاثة عمال مهاجرين من سريلانكا وإثيوبيا، مما أسفر عن مقتلهم واعتقال خمسة آخرين، وذلك في منطقة النقب القريبة من الحدود المصرية. ووفقًا لرواية الجيش، حاولت المركبة التي تقل العمال دهس الجنود، ما دفعهم إلى استخدام القوة، كما تم العثور داخل المركبات على أجهزة راديو ومعدات يُزعم استخدامها في عمليات التهريب.
وتأتي هذه الحوادث وسط تزايد عمليات التهريب عبر الحدود، حيث أشارت الصحيفة إلى أن التهريب يتم عبر مرحلتين: الأولى من مصر إلى إسرائيل، والثانية عبر الأراضي الإسرائيلية إلى قطاع غزة، باستخدام طائرات شحن مسيّرة في بعض الحالات.
وتعكس هذه الحوادث حالة التوتر المستمر على الحدود المصرية – الإسرائيلية، حيث أصبحت المنطقة مسرحًا لعمليات تهريب معقدة تشمل الأسلحة والمخدرات، وسط محاولات إسرائيلية متزايدة للحد منها باستخدام أساليب أمنية مشددة، بما في ذلك الطائرات المسيّرة والمراقبة الإلكترونية.
وفي الوقت الذي يبرر فيه الجيش الإسرائيلي استخدامه للقوة بادعاءات متعلقة بالتهريب، تثير هذه الحوادث تساؤلات حول قواعد الاشتباك ومدى التزام إسرائيل بالمعايير الدولية في التعامل مع المهاجرين والمهربين. كما تتزايد المخاوف من أن يؤدي التصعيد العسكري في هذه المنطقة إلى تداعيات دبلوماسية وأمنية أوسع بين مصر وإسرائيل.
من جانبها، لم تصدر السلطات المصرية تعليقًا رسميًا على الحادثتين حتى الآن، لكن من المتوقع أن تؤثر هذه التطورات على التنسيق الأمني بين الجانبين، خاصة في ظل تقارير متزايدة عن تزايد عمليات التهريب عبر الحدود واستخدام تقنيات متطورة مثل الطائرات المسيّرة لنقل البضائع غير المشروعة.
وتظل الأسئلة مفتوحة حول ما إذا كانت هذه المواجهات ستستمر في التصاعد، أم أن هناك جهودًا ستُبذل لاحتواء التوتر ومنع وقوع المزيد من الحوادث على الحدود المضطربة.