محمود سعيدبرغش
عندما يرحل شخص عزيز علينا، لا يترك فراغًا في حياتنا فقط، بل يأخذ معه جزءًا من أرواحنا. نشعر بأن الحياة قد تغيرت، وأن من حولنا لا يفهمون حجم الألم الذي يعتصر قلوبنا. قد نشعر بالوحدة حتى ونحن بين أحبّتنا، وكأننا انعزلنا في عالم لا يرانا فيه أحد.
بين الفقدان والحنين
الحزن على فقدان الأب، أو أي شخص قريب، ليس مجرد لحظات عابرة، بل حالة مستمرة من التأقلم مع الغياب. الذكريات تحاصرنا، وأصواتهم لا تزال تملأ أذهاننا، لكننا نعلم أنهم لن يعودوا. في مثل هذه اللحظات، نشعر بأننا مختلفون، أن الحياة حولنا تمضي بينما نحن عالقون في حزننا.
عزلة وسط الأقربين
قد يكون الأكثر إيلامًا هو الشعور بأن من حولنا لا يلاحظون حزننا، أو أنهم لا يفهمون حجم الألم الذي نحمله. الزوجة قد تكون منشغلة برؤيتها الخاصة للحياة، والأبناء قد يميلون إليها، ليس بدافع القسوة، ولكن لأن كل شخص يعبر عن مشاعره بطريقته الخاصة.
كيف نخرج من دائرة الحزن؟
1. التعبير عن المشاعر: لا تبقَ صامتًا، تحدث عمّا تشعر به، سواء لأحد تثق به، أو حتى من خلال الكتابة، فهي تساعد على تفريغ الألم.
2. إعادة التواصل مع النفس: مارس هواياتك، اقرأ، اكتب، أو حتى اخرج إلى أماكن تجعلك تشعر بالهدوء.
3. البحث عن الدعم: لا تخجل من طلب المساعدة أو الحديث مع صديق مقرّب أو شخص يفهمك.
4. تفهم مشاعر الآخرين: قد لا يكون من حولك غير مبالين، لكنهم ببساطة لا يدركون مدى عمق حزنك. حاول أن تعبر لهم عنه بطريقة تجعلهم أقرب إليك.
الحزن والفقدان مشاعر إنسانية طبيعية، لكنها ليست نهاية الطريق. صحيح أن من نحبهم قد رحلوا، لكن أثرهم في حياتنا لا يموت أبدًا. لا تسمح للحزن أن يعزلك، بل اجعل منه وسيلة لتقدير الحياة بشكل أعمق، ولتكون أقرب لمن حولك، حتى وإن شعرت أنهم لا يفهمونك الآن. فالحياة تستمر، ونحن قادرون على الاستمرار أيضًا.
