القاهرية
العالم بين يديك

الشيخ أبي إسحاق الحويني

7

تقرير م / رمضان بهيج

الشيخ أبو إسحاق إبراهيم بن سالم بن رشيد الحويني الأثري المصري، هو أحد أبرز علماء الحديث والسنة النبوية في العصر الحديث في مصر والعالم الإسلامي. اشتهر بجهوده الكبيرة في خدمة السنة النبوية، تحقيق المخطوطات الحديثية، ونشر العلم الشرعي بأسلوب منهجي وعصري. نشأته وتعليمه: ولد الشيخ أبو إسحاق الحويني في قرية حوين بمركز قطور محافظة الغربية في جمهورية مصر العربية، وذلك في عام 1375 هـ الموافق 1956 م. نشأ في بيئة متدينة، وبدأ طلبه للعلم الشرعي في سن مبكرة. تلقى تعليمه الأولي في بلدته، ثم التحق بكلية الهندسة الزراعية بجامعة الإسكندرية، وحصل على درجة البكالوريوس فيها. لكن شغفه بالعلم الشرعي غلب عليه، فاتجه بشكل كامل لدراسة العلوم الشرعية، وخاصة علم الحديث. مسيرته العلمية والدعوية: كرس الشيخ الحويني حياته لخدمة السنة النبوية. قام برحلات علمية عديدة للقاء العلماء وجمع المخطوطات الحديثية من مختلف المكتبات في العالم. تميز بمنهجه الدقيق في تحقيق الأحاديث وتمييز صحيحها من ضعيفها، معتمداً على قواعد علم الجرح والتعديل وأصول الحديث. ألف الشيخ العديد من الكتب والرسائل القيمة في علم الحديث والفقه وأصوله، من أبرزها:

“تنبيه الهاجد إلى ما ورد من الفوائد في الأحادث والمسانيد”.

“النافلة في الأحاديث الضعيفة والموضوعة”

“الإحسان في تقريب صحيح ابن حبان”.

“المختصر في علم الرجال”.

“سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة وأثرها السيئ في الأمة”.

بالإضافة إلى مؤلفاته، كان للشيخ دروس ومحاضرات وندوات علمية غزيرة، سواء في المساجد أو عبر وسائل الإعلام المختلفة، استفاد منها جم غفير من طلاب العلم وعامة المسلمين. تميز بأسلوبه الواضح والمبسط في شرح المسائل العلمية، مع حرصه على ربطها بواقع حياة الناس.

جهوده في خدمة السنة النبوية:

يُعتبر الشيخ الحويني من المجددين في مجال خدمة السنة النبوية في العصر الحديث. من أبرز جهوده:

تحقيق المخطوطات الحديثية: قام بتحقيق العديد من المخطوطات الحديثية الهامة ونشرها محققة ومدققة.

تيسير علم الحديث: عمل على تبسيط علوم الحديث وتقديمها بأسلوب سهل وميسر لطلاب العلم.

الدفاع عن السنة: تصدى للطعون والشبهات التي تثار حول السنة النبوية وأحاديثها.

نشر الوعي بأهمية السنة: أكد في دروسه ومحاضراته على أهمية السنة النبوية كمصدر ثانٍ للتشريع بعد القرآن الكريم.

مرضه ووفاته:

في السنوات الأخيرة من حياته، عانى الشيخ أبو إسحاق الحويني من بعض المشاكل الصحية التي أثرت على نشاطه العلمي والدعوي. ومع ذلك، استمر في تقديم العلم والنصح قدر استطاعته.

رحم الله الشيخ أبا إسحاق الحويني رحمة واسعة، وجزاه عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء على ما قدمه من جهود عظيمة في خدمة السنة النبوية ونشر العلم الشرعي. لقد كان فقده خسارة كبيرة للأمة الإسلامية، ولكن علمه ومؤلفاته ستظل شاهدة على إخلاصه وتفانيه في خدمة دين الله.

قد يعجبك ايضا
تعليقات