بقلم: أحمد خالد
في عالم يضج بالكلمات والأصوات، قد نجد أنفسنا أحيانًا في مواجهة كلمات جارحة وألسنة لا ترحم. كلمات تترك أثرًا عميقًا في النفس، وتُثقل القلوب بالحزن والألم. لكن الله سبحانه وتعالى، الذي خلق النفس البشرية وأدرى بما يعتريها من مشاعر، بعث برسالة طمأنينة لعباده في قوله: “فَلَا يَحْزُنكَ قَوْلُهُمْ” (سورة يونس: 65).
هذه الآية الكريمة ليست مجرد كلمات لتلاوتها، بل هي بلسمٌ للقلوب المتعبة من أذى الكلام، ودرسٌ في الصبر والثقة بعدالة الله وحكمته.
قوة الكلمة وتأثيرها
الكلمة قد تكون أداة بناء، كما قد تكون سلاحًا للهدم. وهناك من يستخدم لسانه لإيذاء الآخرين، سواء كان ذلك عن قصد أو بغير قصد. لكن الله عز وجل يوجه المؤمنين بعدم الانشغال بكلام المسيئين، فالله هو العدل وهو العليم بحقيقة القلوب والنيات.
اللجوء إلى الله
حين يتعرض الإنسان للأذى اللفظي، لا يجد ملاذًا أرحب من اللجوء إلى الله بالدعاء، كما في قولنا: “اللهم اكفنا شرهم”. فالدعاء سلاح المؤمن، وهو وسيلة لدرء الشرور ورفع الأذى.
دروس من الآية
1. الثقة بالله: الله يعلم ما في القلوب، ويعلم الحقائق المخفية عن البشر.
2. الترفع عن الأذى: التركيز على الأهداف السامية وتجاهل كلام الحاقدين.
3. السلام الداخلي: الابتعاد عن الحزن الناتج عن كلمات الآخرين، والاكتفاء برضا الله.
في النهاية، يبقى الإيمان بالله وحسن الظن به هو الحصن المنيع ضد كل كلمة جارحة وأذى مقصود.
