بقلم: غادة محفوظ
عندما تعكس الدراما حقائق مرة، تتجدد الأسئلة حول مدى نجاح نظام الأسر البديلة في مصر. حلقة من مسلسل أولاد الشمس أظهرت بوضوح التحديات التي يواجهها الأطفال الذين ينتقلون للعيش داخل أسر بديلة أو مؤسسات رعاية، وأثارت داخلي مجددًا مخاوفي بشأن التبني العشوائي لهذا النظام دون دراسة كافية.
بين الواقع والمثالية
لا يمكن التعامل مع نظام الأسر البديلة بمثالية مفرطة؛ فنجاحه يعتمد على عوامل متغيرة: الطفل، الأسرة البديلة، والأخصائي المسؤول عن المتابعة. إذا اختل أي من هذه العناصر، فقد يتحول الحلم إلى كابوس.
أهم الضوابط لإنجاح الاستضافة الأسرية:
1. الوضوح والشفافية مع الطفل: يجب أن يدرك الطفل منذ البداية أنه ليس ابنًا بيولوجيًا للأسرة، بل يعيش معها كضيف لفترة مؤقتة، وأن يظل على تواصل مع المؤسسة الأصلية ليكون مستعدًا لأي تغييرات.
2. اتفاق الأسرة على الكفالة: لا يكفي قرار فرد واحد؛ يجب أن يكون جميع أفراد الأسرة، بما في ذلك الأجداد، مقتنعين باستقبال الطفل ومنحه حقوقًا مساوية لأطفالهم.
3. التدريب المسبق للأسرة: تجربة استضافة الطفل على فترات متقطعة قبل الانتقال الكامل تساهم في تقليل احتمالات الفشل.
4. عدم إغفال الفوارق الاجتماعية: يُفضَّل أن تكون الأسرة البديلة من طبقة قريبة لمستوى الأسرة البيولوجية للطفل، حتى لا يشعر لاحقًا بفجوة طبقية تؤثر على اندماجه النفسي.
5. دعم الدولة للأسر المضيفة: تقديم حوافز مثل الإعفاءات الدراسية والدعم الغذائي والمواصلات المجانية يسهم في تخفيف العبء على الأسر المستضيفة.
6. الإبقاء على مؤسسات الرعاية: لا يمكن إغلاق دور الأيتام تمامًا؛ فهناك نسبة كبيرة من الأطفال قد يعودون إليها بسبب تغير ظروف الأسر البديلة.
القرار الأصعب
الاستضافة الأسرية ليست مجرد فعل خيري، بل مسؤولية ضخمة تتطلب التزامًا طويل الأمد. والأهم من كل القوانين والدعم، يبقى الضمير هو الحكم النهائي. لأن إحساس الطفل بالرفض بعد تجربة الكفالة قد يكون أقسى من اليتم نفسه.
