القاهرية
العالم بين يديك

نبيل أبوالياسين : لزعماء «أوروبا» صمتكم يغذي إنتهاكات إسرائيل ويجوع الفلسطينيين

10

إنه وفي عالم يتباهى بالعدل وحقوق الإنسان، ما زال الفلسطينيون يعيشون تحت وطأة الإحتلال والقهر، بينما العالم يغض الطرف، وأوروبا؛ التي تتخذ من الديمقراطية وحماية حقوق الإنسان شعاراً لها، تبدو صامتةً أمام إنتهاكات إسرائيل المتكررة للقانون الدولي، وهذا الصمت ليس بريئاً، بل هو إشارة خفية للقبول بما يحدث، بل وتشجيعٌ ضمني على الإستمرار، فكل يوم يمر دون تحرك جدي، تزداد معاناة الفلسطينيين، ويتعمق الجرح في ضمير الإنسانية، وهل آن الأوان لأن ترفع أوروبا صوتها ضد الظلم، أم أن صمتها سيظل يُغذي آلة الحرب ويجوع الأطفال هناك؟.

وفي ذات العالم الذي يُفترض أن تكون فيه حقوقُ الإنسانِ فوق كل إعتبار، تُصبحُ حياةُ الفلسطينيين مجرد ورقةٍ في أيدي اللاعبين الدوليين، فبينما تُدينُ أوروبا إنتهاكاتِ حقوق الإنسان في مناطق أخرىّ من العالم، تظلُّ صامتةً أو متواطئةً إزاء ما يتعرضُ له الفلسطينيون من قمعٍ وإبادة وتجويع بشكل يومي، وهذا التواطؤُ الأوروبي ليس مجرد صمتٍ، بل هو إستخفافٌ صارخٌ بكرامة شعبٍ يُكافحُ من أجل البقاء على أرضِه،
لكن السؤال الذي يفرض نفسه بقوة: إلى متى ستستمرُّ أوروبا في لعبِ دور المتفرج على مأساةٍ إنسانيةٍ تُهددُ بتقويضِ كل ما تدَّعيه من قيمٍ ومبادئ؟، فإذا كانت حقوق الإنسان لا تُجزأ، فلماذا تُعاملُ دماءُ الفلسطينيين وكأنها أقل قيمةً من غيرها؟، الوقتُ قد حان لأن تقف أوروبا في وجه هذا الظلم، وتُعيد تعريف دورها كحاميةٍ للعدالة والكرامة الإنسانية، والرسالةُ الأخيرةُ واضحة: “كفى تواطؤاً وإستخفافاً بحياة الفلسطينيين! فإما أن تكونوا جزءاً من الحل، أو تُسجّلوا أنفسَكم في مؤخرة التاريخ”.

•جريمة التجويع الممنهجة
في غزة، حيثُ يُحاصرُ أكثرُ من مليوني إنسانٍ بين جدران الفقر والحرمان، وتُمارسُ إسرائيلُ جريمة التجويع الممنهجة على مرأى ومسمعٍ من العالم، فبفرضِ الحصار المشددِ منذ أكثر من 10أيام رغم إتفاقية وقف إطلاق النار، إلا أن الإحتلال يصر على أن يحرمُ على غزة من أبسط مقومات الحياة”الغذاء، الدواء، الكهرباء”، وحتى المياه النظيفة أصبحت غير متوفرة، وهذه السياسةُ ليست مجرد عقابٍ جماعي، بل هي أداةٌ لِكسر إرادة الشعب الفلسطيني وإجباره على الإستسلام من ثم التهجير.

•صمت العالم الأوروبي
إن الأكثر إيلاما هو صمتُ العالم الأوروبي، الذي يُفترضُ أن يكون حامياً لحقوقِ الإنسان والقانون الدولي، فبدلًا من الوقوف في وجهِ هذه الجرائم، إنساقت أوروبا وراء السياسة الأمريكية الداعمة لإسرائيل، مُتجاهلةً كل الأدلة على إنتهاكات حقوق الإنسان في غزة، وهذا التواطؤُ الأوروبي ليس مجرد خيانةٍ للقيم التي تدعيها، بل هو مشاركةٌ في جريمةٍ إنسانيةٍ تُهددُ بتقويض كل ما يُبنى عليه السلامُ العالمي.

• تداعيات التجويع الممنهج
إن التجويعُ الممنهجُ ليس مجرد أزمةٍ إنسانية، بل هو أداةٌ لِتدمير المجتمعِ الفلسطيني من الداخل، فالأطفالُ الذين يعانون من سوء التغذية، والعائلاتُ التي تُكافحُ من أجل الحصول على لقمة العيش، والمستشفياتُ التي تُعاني من نقص الأدوية والمعدات، كلُّها أدلةٌ على سياسةٍ تُحوّلُ الحياة إلى جحيمٍ يومي، وهذه الجريمةُ تُذكّرُنا بأن الإحتلال ليس مجرد سيطرةٍ على الأرض، بل هو أيضاً سيطرةٌ على الحياةِ نفسها.

•نداء للضمير العالمي
إنه وفي وقتٍ تُعلنُ فيه أوروبا التزامَها بحقوق الإنسان في كل محفل من المحافل، يُصبحُ صمتُها على جريمة التجويع في غزة وصمة عارٍ على جبين الإنسانية، فإذا كانت حقوقُ الإنسان لا تُجزأ، فإنَّ دماء الفلسطينيين ليست أقل قيمةً من غيرها، الوقتُ قد حان لأن تقف أوروبا في وجه هذا الظلم، وتُعيد تعريف دورِها كحاميةٍ للعدالة والكرامة الإنسانية، الرسالة الأخيرة واضحة: “كفى تواطؤاً وإستخفافاً بحياة الفلسطينيين! فإما أن تكونوا جزءاً من الحل، أو تُسجّلوا أنفسَكم في مذبلة التاريخ”، وغزة تُنادي العالم”لا تُديروا ظهوركم فالإنسانية تُحاكمُ هنا”.

والصمتُ الأوروبيُ ليس مجرد غيابٍ للكلام، بل هو”موافقةٌ صامتة” على جرائمِ إسرائيل ضد الفلسطينيين، فـ”نتنياهو”، الذي يُدركُ جيداً أن صمت أوروبا يعني ضمْناً السماح بإستمرارِ الإحتلالِ وإنتهاكات حقوق الإنسان، ويستغل هذا التواطؤ لتعزيز سياساتة العدوانية، فبينما تُدينُ أوروبا انتهاكات حقوق الإنسان في مناطق أخرىّ من العالم، تظل غزة خارج دائرة الإهتمام الدولي، وكأن دماء الفلسطينيينِ ليست جزءاً من الإنسانية، وهذا الصمتُ الأوروبيُ يُشكّلُ السبب الرئيسي لإستمرارِ إسرائيل في جرائمِها، حيثُ تُدركُ أنَّ العالم لن يتحرَّك ما دامت أوروبا التي تدَّعي الدفاع عن القيم الإنسانية، تُديرُ ظهرَها، فإذا كانت حقوق الإنسان لا تُجزَّأ، فلماذا تُعامَل غزة وكأنها إستثناءٌ من هذه القاعدة؟، ورسالتي واضحة في هذا المقال”الصمتُ جريمةٌ.. والتواطؤُ مشاركةٌ في القتل، فإما أن تقف أوروبا في وجهِ الظلم، أو تُسجّل نفسَها كشريكٍ في جرائم إسرائيل”.

وفي الختام:
إننا أصبحنا في عالمٍ يُفترض أن تكون فيه حقوق الإنسان فوق كل إعتبار، ويُصبحُ صمتُ أوروبا على جرائم الحرب في غزة، وخاصةً جريمةَ التجويعِ الممنهجة التي تمارسها إسرائيلُ بمنعِ دخولِ المساعدات الإنسانية، مشاركةً في هذه الجرائم، فبينما تُعاني غزة من نقصِ الغذاءِ والدواءِ والماءِ النظيف، تظلُّ أوروبا صامتةً، وكأن حياة الفلسطينيين ليست جزءا من هذه الإنسانية، وهذا التواطؤُ الأوروبي ليس مجرد خيانةٍ للقيم التي تدَّعيها، بل هو وصمةُ عارٍ على جبينِ الإنسانية، فإذا كانت حقوقُ الإنسانِ لا تُجزأ، فإن دماء الفلسطينيينِ ليستْ أقل قيمةً من غيرها، والوقتُ قد حان لأن تقفَ أوروبا في وجهِ الإنتهاكات والإختراقات للقانون الدولي الإنساني، وتُعيد تعريف دورِها كحاميةٍ للعدالةِ والكرامةِ الإنسانية.

قد يعجبك ايضا
تعليقات