بقلم/ أحمد خالد
يأتي شهر رمضان كل عام كفرصة عظيمة لتجديد الإيمان، فهو شهر الرحمة والمغفرة والعتق من النار، حيث تتضاعف الحسنات وتفتح أبواب الجنة. ومع عظمة الفروض التي فرضها الله في هذا الشهر، مثل الصيام وصلاة الفريضة، تبرز عبادات السنة التي تعزز روحانية المسلم وتزيد من ثوابه.
لماذا نهتم بعبادات السنة في رمضان؟
في هذا الشهر الكريم، يسعى المسلم إلى مضاعفة جهوده في الطاعات، والعبادات المسنونة هي وسيلة للاقتراب أكثر من الله ولتعويض أي نقص قد يقع في الفرائض. وقد قال النبي ﷺ: “من تقرب فيه بخصلة من الخير كان كمن أدى فريضة فيما سواه، ومن أدى فيه فريضة كان كمن أدى سبعين فريضة فيما سواه” (رواه ابن خزيمة).
أهم عبادات السنة في رمضان
1. قيام الليل (التراويح وقيام الليل):
من أعظم العبادات المسنونة في رمضان، وقد قال النبي ﷺ: “من قام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه” (متفق عليه). فالتراويح من السنن المؤكدة التي تجمع بين الأجر والتأمل في آيات القرآن، كما أن قيام الليل في العشر الأواخر يزيد القرب من الله.
2. السحور وتأخيره:
السحور سنة مباركة، وقد قال النبي ﷺ: “تسحروا فإن في السحور بركة” (متفق عليه). فهو يمنح القوة للصيام، ويجلب البركة، ويُعين العبد على الطاعة طوال اليوم.
3. تعجيل الفطر:
من السنن النبوية تعجيل الفطر عند غروب الشمس، فقد قال النبي ﷺ: “لا يزال الناس بخير ما عجَّلوا الفطر” (متفق عليه). ويستحب أن يكون الفطر على تمر أو ماء اتباعًا لسنة النبي ﷺ.
4. الإكثار من الذكر والدعاء والاستغفار:
رمضان هو شهر الذكر والقرآن، ومن السنن النبوية أن يكثر المسلم من الدعاء خاصة عند الإفطار، فقد ورد عن النبي ﷺ: “للصائم عند فطره دعوة لا تُرد” (رواه ابن ماجه).
5. الاعتكاف في العشر الأواخر:
كان النبي ﷺ يعتكف في العشر الأواخر، بحثًا عن ليلة القدر، وهي سنة عظيمة لمن استطاع، حيث يتفرغ العبد للعبادة والذكر والاقتراب من الله.
6. الصدقة والإنفاق في سبيل الله:
من أعظم العبادات التي يحرص عليها المسلم في رمضان، وقد كان النبي ﷺ أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان، فالصدقة في هذا الشهر مضاعفة الأجر، وتعين الفقراء والمحتاجين.
7. قراءة القرآن وتدبره:
شهر رمضان هو شهر القرآن، وكان السلف الصالح يحرصون على ختمه مرات عديدة، وقد كان النبي ﷺ يراجعه مع جبريل عليه السلام في رمضان.
أثر عبادات السنة على المسلم في رمضان
الالتزام بعبادات السنة في رمضان يزيد من روحانية الشهر، ويعين المسلم على تحقيق الهدف الأسمى للصيام وهو التقوى. فقيام الليل يمنح القلب سكينة، والصدقة تطهر النفس، والذكر والاستغفار يجلبان الطمأنينة، مما يجعل رمضان تجربة إيمانية متكاملة.
ختامًا
رمضان فرصة عظيمة لا تتكرر إلا مرة في العام، والمسلم الذكي هو من يستغلها بأفضل طريقة من خلال الجمع بين الفرائض والسنن. فكل عبادة مهما بدت صغيرة قد تكون سببًا في رفعة العبد عند الله. فلنحرص على هذه العبادات، عسى أن نكون من الفائزين برضوان الله في هذا الشهر المبارك.