القاهرية
العالم بين يديك

الصادقون… كنز نادر في زمن الزيف

11

✍️ د. عيد علي

في عالم امتلأ بالوجوه المتلونة أصبح الصدق عملة نادرة وأصبح الصادقون أشبه بجواهر مخفية لا يدرك قيمتها إلا من عرف معنى الوفاء والنقاء.

يقول جبران خليل جبران:
“كل شيء ممكن أن يتغير.. إلا الصادقون في مشاعرهم.”
ويؤكد فيكتور هوغو:
“الصادقون لا يعرفون التصنع، كلما همّوا بالتلون فضحهم بياض قلوبهم.”
أما ماركيز، فيختصر الأمر بقوله:
“الصدق والصراحة قد لا تكسبك الكثير من الناس، لكنها ستوفر لك أفضلهم رغم قلتهم.”

لماذا نتمسك بالصادقين؟
لأنهم لا يخونون الثقة ولا يبيعون القلوب ولا يتلونون حسب المصالح.
لأن كلماتهم مرآة أفعالهم ونواياهم نقية كالماء الصافي.
لأنهم إذا أحبّوا أحبّوا بصدق وإذا وعدوا أوفوا بوعودهم.
الصدق… قوة لا يدركها الجميع
يعتقد البعض أن الصدق يجعل صاحبه مكشوفًا وضعيفًا أمام استغلال الآخرين لكنه في الحقيقة قوة نادرة لا يمتلكها إلا الأوفياء.
الصادق لا يخشى المواجهة ولا يخاف من قول الحقيقة حتى وإن خسر البعض في طريقه.

كيف نعرف الصادقين؟
لا يغيّرون مواقفهم وفقًا للظروف بل يبقون ثابتين على مبادئهم.
حديثهم يشبه أفعالهم، فلا يقولون شيئًا ويفعلون عكسه.
لا يرتدون أقنعة متعددة بل يحملون وجهًا واحدًا صادقًا مهما اختلفت المواقف.
يمنحونك شعورًا بالأمان، لأنك تعلم أنهم لن يطعنوك في ظهرك.
لا تفرّطوا فيهم… فهم أثمن ما في الحياة

إذا وجدتم صادقًا في حياتكم حافظوا عليه جيدًا فهو ليس مجرد شخص بل قيمة لا تُعوّض. في زمن تكثر فيه الأقنعة يصبح الصدق نورًا يضيء العتمة والصادقون هم النور الذي لا يجب أن نخسره أبدًا.

تمسكوا بهم جيدًا… فوجودهم في حياتكم يعني أنكم امتلكتم أعظم الكنوز!

قد يعجبك ايضا
تعليقات