القاهرية
في ليلة كان من المفترض أن تكون أسعد أيام حياته، وبين أجواء الفرح والاحتفال، لم يكن “عبده الصعيدي” يعلم أن لحظاته الأخيرة في الدنيا ستُكتب بعد ساعات من احتفاله بعقيقة طفلته الأولى “جنة”.
بعد خمس سنوات من الزواج، وهبته الحياة ابنته الوحيدة، فقرر أن يجعل احتفاله بها مميزًا، فجمع الأهل والأحباب في قاعة أفراح، وظل يرقص فرحًا بمولودته طوال تسع ساعات. لكنه لم يكن يدري أن هذا الاحتفال سيختم حياته بمأساة لم تكن في الحسبان.
مع انقضاء الليلة وعودة الجميع إلى منازلهم، بقي “عبده” مع ابن عمه لإنهاء الحسابات وجمع “نقطة” العقيقة. لكن على طريق دائري المريوطية، اعترضتهم عصابة من ستة ملثمين بأسلحة بيضاء، في محاولة لسرقة الأموال. قاوم “عبده” بشجاعة، لكنه تلقى طعنة نافذة في صدره أودت بحياته، بينما أصيب ابن عمه بجروح خطيرة نجا منها بأعجوبة.
في المستشفى، وقفت الأم والأخت مترقبتين معجزة تنقذ “عبده”، لكن صدمتهما كانت قاسية عندما أخبرهما الطبيب بأن قلبه قد توقف إلى الأبد. جلست الأم أمام المشرحة تندب ابنها، والدموع لا تجف على وجهها، متحسرة على حفيدتها التي ستكبر يتيمة دون أن تشعر بحنان أبيها.
اليوم، يقف القتلة خلف القضبان، في انتظار العدالة، لكن ذلك لن يعيد الفرحة التي لم تكتمل، ولن يعوض “جنة” عن حضن أبيها الذي خُطف منها في أول يوم احتفل بها.
