القاهرية
العالم بين يديك

توقعات لمسلسلات رمضان في المستقبل

17

د. عيد علي
مع استمرار سيطرة الاستعراضات والرقصات على الأعمال الدرامية الرمضانية، يبدو أن المستقبل يحمل لنا مزيدًا من التطورات في هذا الاتجاه. فبعد أن أصبح “هزّها عشان تجيب رزقها” الشعار غير الرسمي للدراما، لا نستبعد أن نشهد في الأعوام المقبلة مسلسلات من نوعية:

“ابن البلد بيرقص” – دراما اجتماعية عن شاب مكافح يجد في الرقص الحل لكل مشكلاته!

“ملوك الهزّ” – صراع ملحمي بين راقصتين على لقب “ملكة الاستعراض الرمضاني”!

“نسر الصعيد 2: الرقصة الأخيرة” – أكشن وتشويق ينتهي بمواجهة راقصة بين الشرطة والعصابة!

الإعلانات: هزّ واستثمر!

وكما تتطور المسلسلات، تتطور معها الإعلانات لتواكب “الهوجة الجديدة”:

“مسحوق الغسيل الجديد… مش بس ينظف، يخليك تهزّ!”

“زيت القلي… للحركات الانسيابية والرقصات الذهبية!”

“حتى المخللات… هزّها قبل ما تاكلها!”

الحلقات الأخيرة: النهاية الراقصة!

لم يعد المشهد الختامي في المسلسلات يعتمد على مواجهة شرسة أو كشف الحقيقة، بل صار مشهدًا راقصًا ملحميًا يجمع جميع الأبطال في أداء استعراضي ضخم، وربما يتم تحديد مصير الشخصيات بناءً على من يهزّ أفضل!

رسالة إلى صنّاع الدراما

عزيزنا المؤلف، إن كنت قد تعبت من كتابة حوار درامي قوي، لا تقلق! فقط أضف فقرة رقص، والجمهور كفيل بالباقي.

أما عن الدراما القادمة؟

“رقصة مع الذئاب” – دراما صعيدية، حيث يتم حل الثأر برقصة تحدي بين العائلات!

“هزّي يا حكومة” – مسلسل سياسي كوميدي، حيث يصبح الهزّ طريقة جديدة لحل الأزمات الاقتصادية!

“الهزّ لا يموت” – مسلسل مستوحى من الأفلام الهندية، البطل ينجو من الموت… فقط لو أتقن الرقصة الأخيرة!

التحولات الكبرى في صناعة المسلسلات

الحبكة الدرامية؟ لا داعي! يكفي تعويضها برقصة درامية في كل مشهد.

الممثلون؟ الأفضل أن يكونوا راقصين محترفين! ربما نشهد قريبًا أكاديميات تمنح شهادات “تمثيل معتمد مع خبرة في الهزّ”!

الإعلانات؟ هزّ واستثمر! حتى متابعة المسلسلات قد تتطلب اشتراك VIP لإيقاف الرقصات!

هل يعود رمضان إلى طبيعته؟

وسط هذا الهوس بالحركات الاستعراضية، يبقى السؤال: هل سنعود يومًا لمسلسلات رمضان ذات الحبكة العميقة والمضمون الهادف؟ أم أننا على موعد مع أول مسلسل تفاعلي، حيث يُطلب من المشاهدين هزّ رؤوسهم بالموافقة لمواصلة الأحداث؟!

رمضان زمان كان شهر الدراما الراقية، والآن أصبح موسم “هزّها تلقى مشاهدات”، فهل من عودة إلى الفن الحقيقي، أم أن “الرقص مستمر”؟!

قد يعجبك ايضا
تعليقات