وبالوالدين إحسانً
بقلم: عادل النمر
في القرآن الكريم، وردت العديد من الآيات التي تذكر برَّ الوالدين، مثل قوله تعالى: “وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا”.
وجاء عن النبي صلى الله عليه وسلم حديث يُعظِّم فيه حق الوالدين، حيث قال: “رِضَا اللَّهِ فِي رِضَا الْوَالِدِ، وَسَخَطُ اللَّهِ فِي سَخَطِ الْوَالِدِ”.
بعد أن يفارقك والداك، تشعر بالندم حين كنتَ تعرض عليهما خدمةً أو منفعة، فيقولان لك: “لا نريد”، فتصدِّقهما وترضي ضميرك بأن والدك فعلاً لا يحتاج، أو أن أمك لا تريد.
لا تصدِّقوا آباءكم وأمهاتكم حين يقولون لكم: “لا نريد”، إنما يقولونها تَعفُّفًا أو مراعاةً لظروفكم أو خجلًا…
أعطوهم دون إذنٍ أو عرضٍ أو طلبٍ.
كبرنا وأصبحنا آباء، وعرفنا كذب الوالدين حين يقولون: “لا نريد”! وتنبَّهنا لغبائنا عندما صدَّقنا آباءنا وأمهاتنا حين قالوا: “لا نريد”!
إياك أن تتصوَّر أنهم شبعوا من الحياة، وأكلوا كل شيء، وشربوا كل شيء، وأنك وأطفالك أولى بالحياة منهم.
إن لم يكن والداك يقيمان معك، أو كانا يقيمان معك، فقم بما يلي:
اشترِ لهما فرشةً حديثةً جميلةً تُريِّح جانبيهما.
أصلِح لهما الحمَّام والمطبخ.
خصِّص وقتًا لزيارتهما والحديث معهما.
تفقد ملابسهما الداخلية والخارجية وأحذيتهما.
راقب بطانيتهما وسجَّادهما، وأصلح خزانتهما، وسريرهما، وأجهزتهما.
تفقد والدك كل فترة، حتى وإن كان يعمل ولديه راتب.
اشترِ له أشياء يحتاجها، وركِّز على الأمور التي يحبها أكثر، والأشياء التي قد يخجل من طلبها.
راقب حتى غياراته، وجواربه، وعطره المفضل.
أما دواؤه، فأولى من الماء الذي تشربه.
لا تخدعك شيخوخة أبيك كما ينخدع الكثيرون، ولا يغرنك عمر أمك وعجزها.
فبداخل كل واحدٍ منهما طفلٌ يحتاج إلى الدلال والاهتمام.
البرُّ لا يقتصر فقط على الحياة، بل يستمر حتى بعد وفاتهما، بالدعاء لهما، وصلة أرحامهما، والتصدق عنهما، والعمل الصالح الذي يُهدى ثوابه لهما.
