حسن فتحي
فدائمًا أردد أن التعليم هو المحور والأساس والدرع الواقي لأمننا القومي بمعناه الشامل، وأن العلم هو الدعامة التي تقوم عليها نهضة الأمم وتقدم الشعوب. ولكن بين الأحياء أناسٌ كالأموات، فلا وزن لهم في الحياة، ولا خير يُرجى منهم، حتى إنهم ألفوا الخمول ورضوا بالهوان، فأصبحوا لا يتأثرون بجراحهم. معذرةً، فضاعت عزتنا وهيبتنا بين الأمم.
فبالعلم والعمل تُبنى الأوطان، وليس بالشعارات والأقوال الرنانة. إننا بحاجة إلى رؤية واضحة واستراتيجية محكمة للنهوض بمنظومتنا التعليمية، بحيث تعتمد على الابتكار والإبداع، وتواكب التطورات العلمية والتكنولوجية الحديثة. فالتعليم لا يقتصر على حشو العقول بالمعلومات، بل هو أداة لصقل المهارات وتنمية الفكر الناقد، وبناء الشخصية القادرة على تحمل المسؤولية والمشاركة الفعالة في بناء المجتمع.
إن الدول التي تقدمت لم تحقق ذلك إلا من خلال الاستثمار في العقول، ودعم البحث العلمي، وخلق بيئة محفزة للإبداع. فحين يكون للعلماء والباحثين المكانة التي يستحقونها، وحين يُوفر للطلاب تعليمٌ حديثٌ قائم على الفهم والتجربة، لا على الحفظ والتلقين، عندها فقط نستطيع أن نصنع مستقبلًا يليق بمصر، ونحقق النهضة التي نحلم بها جميعًا.
حفظ الله مصر، ووفق أبناءها لما فيه الخير والرفعة والتقدم.
