كتب / عادل النمر
أنجبت السيدة فاطمة الزهراء، عليها السلام، مولودة جميلة يتلألأ النور من وجهها. وضعتها كالقمر ليلة التمام، فلم تصرخ الطفلة مثل باقي الأطفال عند الولادة، لأن الصرخة تعني ضرب الشيطان لهذا المولود، أما أهل البيت فالله تعالى طهرهم من رجس الشيطان، قال تعالى:
(إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا) [الأحزاب: 33].
وكان ذلك في اليوم الخامس من شعبان، سنة 5 هـ.
فقالت السيدة الزهراء: أخرجوها لأبيها الإمام علي، رضي الله عنه، فحملها الإمام عليٌّ، كرم الله وجهه، وأذَّن في أذنها اليمنى وأقام الصلاة في أذنها الأخرى.
ثم قالت له السيدة فاطمة: اختر لها اسمًا.
فقال الإمام علي: ما كنتُ لأسبق رسول الله، صلى الله عليه وسلم.
وكان الحبيب، صلى الله عليه وسلم، في سفر، فلمّا جاء وسأله الإمام علي: ماذا نسميها؟ قال: ما كنتُ لأسبق ربّي، تعالى.
فهبط جبريل، عليه السلام، يُقرئه السلام من الله الجليل، وقال له: سمِّ هذه المولودة زينب، فقد اختار الله لها هذا الاسم.
دخلت السيدة زينب، رضي الله عنها، بنت الإمام علي، كرم الله وجهه، على حضرة النبي، صلى الله عليه وسلم، ذات يوم، وهو يجلس الإمام الحسن والإمام الحسين على حجره الشريف، ويلاطفهما ويقبّلهما.
فجاءت إليه تقول: وأين مكاني يا جدي؟
فتبسَّم النبي صلى الله عليه وسلم وهو مستغرق في حاله.
فقالت السيدة زينب، رضي الله عنها، مرة أخرى: وأين مكاني يا جدي؟
فتبسَّم المختار صلى الله عليه وسلم ولم يُجب.
فقالت السيدة زينب بنبرة تكاد أن تخرج بدمعة: وأين مكاني يا جدي؟
فأخذ الحبيب بحاله مع جبريل، عليه السلام، الذي أتاه يقول: يا رسول الله، إن السلام يُقرئك السلام، ويقول لك: إن الله يحب زينب.
فخلع، صلوات ربي وسلامه عليه، عمامته الشريفة، وأشار إلى كريمته، وقال لها: مكانك هنا فوق رأسي يا زينب.
صلَّى الله عليه وسلم.
