بقلم: أحمد خالد
مع إطلالة شهر رمضان المبارك، يتجدد الأمل في قلوب المسلمين، ويستعد الجميع لاستقبال شهر الرحمة والمغفرة بنفوس يملؤها الشوق إلى الطاعات. إن الأيام الأولى من رمضان فرصة عظيمة يجب على كل مسلم أن يغتنمها ليضع حجر الأساس لعبادة خالصة، ويجعلها بداية قوية لرحلة روحانية تمتد طوال الشهر الكريم.
بداية الانطلاقة نحو الطاعة
من أول يوم في رمضان، يشعر المسلمون بنفحات الإيمان والروحانية التي تملأ الأجواء، ما يجعل القلب مهيئًا للتقرب إلى الله. لذلك، فإن البداية الجادة في العبادة منذ اللحظة الأولى تساهم في تثبيت العادات الإيجابية التي تستمر حتى نهاية الشهر.
التخطيط للعبادة
لتحقيق أفضل استثمار في شهر رمضان، يجب على المسلم أن يضع خطة متكاملة تشمل أداء الصلوات في أوقاتها، قراءة القرآن الكريم، الإكثار من الذكر والدعاء، إضافة إلى أعمال الخير والصدقات. هذه الخطة تساعد على تنظيم الوقت واستغلاله بشكل أفضل في الطاعات.
النية الصادقة مفتاح القبول
النية الخالصة هي أساس قبول الأعمال، فمن يعقد العزم على استغلال كل لحظة في رمضان سيجد توفيقًا من الله. قال رسول الله ﷺ: “إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى”، لذا يجب أن تكون النية خالصة لوجه الله، طلبًا للأجر والثواب.
الاستمرارية في العمل الصالح
من أكبر الأخطاء التي يقع فيها البعض هو التباطؤ في بداية رمضان ثم الاجتهاد في منتصفه أو نهايته. بينما السنة النبوية تحث على الاجتهاد طوال الشهر، فقد كان رسول الله ﷺ يجتهد في رمضان كله، ويضاعف عبادته في العشر الأواخر.
اغتنام اللحظات المباركة
كل لحظة في رمضان فرصة ذهبية، من السحور إلى الإفطار، ومن صلاة الفجر إلى قيام الليل. لذلك، ينبغي على المسلم أن يستشعر قيمة الوقت، ويجعل من كل دقيقة وسيلة للتقرب إلى الله.
خاتمة
إن اغتنام فرصة العبادة منذ اليوم الأول في رمضان هو مفتاح الوصول إلى رحمة الله ومغفرته، وتحقيق التقوى التي هي غاية الصيام. فمن بدأ رمضان بقلب يقظ وروح متحفزة للطاعة، كانت نهايته مشرقة بقبول الأعمال ونيل رضا الرحمن.
اللهم أعنّا فيه على الصيام والقيام وتلاوة القرآن، واجعلنا من المقبولين.
