القاهرية
العالم بين يديك

صرخة استغاثة: متى تتوقف جرائم الابتزاز الإلكتروني ضد النساء؟

13

كتب خالد جمال غالب
في زمن أصبح فيه الإنترنت ساحة مفتوحة للجميع، تتزايد الجرائم الإلكترونية، خاصة تلك التي تستهدف النساء، من خلال التشهير والابتزاز واستخدام صورهن بشكل غير أخلاقي. اليوم، نحن أمام قضية صادمة تعاني منها الفنانة والإعلامية وفاء الجزار، التي تعرضت لواحدة من أبشع صور الابتزاز الإلكتروني.
بدأت المأساة عندما قام أحد الأشخاص بسرقة صور شخصية من حساب وفاء الجزار على مواقع التواصل الاجتماعي، ليقوم بعدها بفبركتها وتركيبها على صور غير لائقة، ثم بدأ في ابتزازها وتهديدها بشكل متكرر. لم تقف الضحية مكتوفة الأيدي، بل سارعت إلى اتخاذ الإجراءات القانونية، حيث حررت محضرًا رسميًا في مباحث الإنترنت بالعباسية منذ ثلاثة أيام، إلا أن المعتدي لا يزال يواصل جريمته بكل وقاحه

علي الرغم الجهود التي تبذلها الجهات الأمنية لمكافحة جرائم الابتزاز الإلكتروني، إلا أن بطء الإجراءات أحيانًا يجعل الضحايا يمرون برحلة طويلة من المعاناة النفسية والاجتماعية قبل تحقيق العدالة. فحتى الآن، لم يتم القبض على الجاني، وما زالت وفاء الجزار تعيش تحت تهديده المستمر، مما يطرح تساؤلًا هامًا: لماذا لا تكون هناك إجراءات فورية وحاسمة لردع مثل هؤلاء المجرمين.

هذه الجريمة ليست الأولى، ولن تكون الأخيرة، طالما أن هناك من يستغل التكنولوجيا لإلحاق الأذى بالآخرين دون رادع قوي. فبركة الصور ونشرها عبر الإنترنت أصبح سلاحًا يستخدم ضد النساء بشكل خاص، مما يؤدي إلى تدمير سمعتهن وتشويه صورتهن أمام المجتمع، وقد يصل الأمر بالبعض إلى التعرض لانهيارات نفسية أو حتى التفكير في إيذاء النفس بسبب الضغط الهائل الذي يتعرضن له.

نرجوضرورة التحرك السريع من قبل الجهات المعنية لضبط الجاني ومحاسبته وفقًا للقانون وتفعيل آليات أسرع لمواجهة الابتزاز الإلكتروني، بما في ذلك تشكيل فرق متخصصة للتحرك فور تقديم البلاغات
إن ترك مثل هذه الجرائم دون ردع حازم، لا يشجع سوى المجرمين على مواصلة انتهاك خصوصية الآخرين والإضرار بهم. وفاء الجزار ليست وحدها، فهناك مئات وربما آلاف النساء اللواتي يعانين بصمت بسبب الخوف من الفضيحة أو عدم جدوى الشكوى. لكن آن الأوان لوضع حد لهذه الممارسات القذرة، وإيصال رسالة واضحة: لا أحد فوق القانون، والمجرمون لن يفلتوا من العقاب.

قد يعجبك ايضا
تعليقات