م/ رمضان بهيج
لماذا اعجبنى
مصر هي الدولة العربية الأكثر تماسكًا في المنطقة العربية، يحدث ذلك مع نظامها وقدراتها وكثافتها السكانية.. وعي شعبها تجاه Isreal شديد العداء، وقومية المصريين تجاه بلدهم شديدة الخطورة، شعب جبار في جغرافيا مجاورة لدولة نشاز، شعب نزق في دولة متماسكة جدًا. جمهورية مصر هي الدولة الوحيدة القادرة على الإنتصار في مقارنة الهيمنة الشرق أوسطية، هي الدولة التي يخشونها استراتيجيًا بشكل جاد، لهذا يعملون على فعل غير متوقع تجاهها، يريدون إنهاكها جغرافيًا واقتصاديًا وقوميًا، بعد خمسة عشر عامًا من التآمر والمحاولات، حاولوا إشغالها بصراع داخلي، لكنها تجاوزته، حاولوا إشغالها بصراع استراتيجي مع أثيوبيا، فتجاوزته أيضًا، حاولوا إشغالها بتهديدات ليبيا، فتجاوزت الأمر، حاولوا إقحامها بصراع السودان، فشارفت على تفاديه، حاولوا التأثير على إيراداتها الضخمة من قناة السويس كي تقحم ذاتها في صراع باب المندب، لكنها لم تنجر، حاولوا إيقاعها شعبيًا بقضية الفلسطينيين، فتجاوزت الحساسية المفرطة بذكاء وعقلانية، واليوم يحاولون إرغامها على استقبال مئات الألاف من الفلسطينيين في سيناريو شبيه لما حدث تاريخيًا بالأردن ولبنان.
بالمناسبة، تكرار التجارب الفاشلة أمر لم يعد ممكنًا في الشرق الأوسط، هذا ما تردده مصر تجاه تصريحات الرئيس الأمريكي، قضية تهجير الفلسطينيين واستقبالهم ببلدان عربية أمر غير ممكن بعد تجارب القرن الماضي، لن تقبل مصر والأردن بالتهجير واستقبال الفلسطينيين حتى لو اضطرهما الأمر للمواجهة الحاسمة، القضية مصيرية بالنسبة للبلدين، قضية شديدة الخطورة بالنسبة لمصر والمصريين، ذلك أن أحداث التاريخ غير منسيّة، ففي نهاية الخمسينيات بعد سنوات طويلة من تهجير الفلسطيين للأردن ولبنان، ذهبت الدولتيان لسياقات وصراعات داخلية أنهكتهما وأنتجت فيهما تقسيمات إثنية لم تنتهي تأثيراتها في لبنان حتى اليوم.
قلوبنا مع مصر، أخر الجمهوريات العربية المتماسكة، جمهورية مصر العظيمة، جاؤوا لها من كل اتجاهاتها، أحاطوها وخططوا لها وحاولوا لأجلها بكل المغريات، على أمل النيّل منها ومن قيادتها، أنهكوها اقتصاديًا، أوقفوا مدخولاتها، اتهموا رئيسها، شككوا في تماسكها، وحاكوا لأجلها الكثير من الإتهامات، ليس لشيء فقط لمحاولة إسقاط أخر الجمهوريات العربية، وأخر الرؤساء الأقوياء، مصر العظيمة، والدولة القومية، والقوة العربية، والحمية التاريخية..
