القاهرية
العالم بين يديك

الشيخ مجدي.. خراط المواتير الذي صنع مجده بيديه

91

بقلم/محمد غريب
في ورشة صغيرة بحي متواضع، يقف الشيخ مجدي، رجل في الثالثة والستين من عمره، منهمكًا في عمله بين أصوات المخرطة ووهج الحديد المنصهر. منذ عشرين عامًا، اختار هذا الرجل أن يكون خراطًا لمواتير السيارات، مهنة تتطلب دقة متناهية وخبرة طويلة، فصار اسمه علامة بين زبائنه وأقرانه في المجال.
رحلة كفاح
لم يكن طريق الشيخ مجدي مفروشًا بالورود، فقد بدأ حياته في أعمال مختلفة قبل أن يستقر في عالم الخراطة، حيث وجد نفسه بين القطع المعدنية والمحركات التي تحتاج إلى لمسات فنية لإعادتها للحياة. يقول عن رحلته: “تعلمت الخراطة من الصفر، وكنت أراقب وأجرب حتى صارت يداي تعرفان الحديد كما يعرف الكاتب قلمه.”

حرفة تحتاج إلى صبر

الخراطة ليست مجرد مهنة، بل علم وفن، يتطلب الصبر والدقة والمهارة. وعلى مدار السنوات، اكتسب الشيخ مجدي خبرة جعلته قادرًا على إصلاح أصعب الأعطال، مما أكسبه ثقة عملائه، حتى أصبح مقصِدًا لمن يبحث عن الجودة والإتقان.

العمل عبادة

ورغم تقدمه في العمر، لا يزال الشيخ مجدي يقضي ساعات طويلة في ورشته، لا تثنيه حرارة الصيف ولا برودة الشتاء عن أداء عمله بإخلاص. يرى في مهنته رسالة، ويؤمن بأن العمل عبادة، وأن اليد التي تعمل خير من اليد التي تمتد للسؤال.
رسالة للشباب
لا يخفي الشيخ مجدي حزنه على عزوف كثير من الشباب عن الحرف اليدوية، مؤكدًا أن النجاح لا يأتي بسهولة، بل يحتاج إلى جهد ومثابرة. يوجه نصيحته قائلاً: “الصنعة كنز، والإنسان الذي يتقن مهنته لن يحتاج إلى أحد، فالحرفي الماهر مطلوب دائمًا.”
هكذا يمضي الشيخ مجدي حياته بين الحديد والنار، لكنه يخرج منها بمنتجات تعود للحياة من جديد، لتشهد على قصة رجل صنع مجده بيديه.

قد يعجبك ايضا
تعليقات