د/حمدان محمد
وصلت مساء اليوم حافلات تقل الأسرى الفلسطينيين المحررين ضمن صفقة “طوفان الأحرار” إلى ساحة الاستقبال في مستشفى غزة الأوروبي، وسط أجواء احتفالية حاشدة، حيث احتشدت العائلات والمواطنون لاستقبال أبنائهم الذين غيبهم الاحتلال لسنوات خلف القضبان.
وكان مع وصول الحافلات، علت الهتافات والتكبيرات، ورفرفت الأعلام الفلسطينية، بينما كانت العائلات تترقب لحظة اللقاء التي طال انتظارها. مشهد احتضان الأمهات لأبنائهن، ودموع الفرح التي انهمرت من أعين الآباء، رسم لوحة مؤثرة جسدت معاناة الأسرى وعائلاتهم طوال سنوات الأسر.
وقد كان الاحتفاء الشعبي بوصول الأسرى حمل دلالات سياسية واضحة، حيث أكدت الفصائل الفلسطينية أن تحرير الأسرى سيظل على رأس الأولويات الوطنية، وأن هذه الصفقة تمثل انتصاراً جديداً في معركة الصمود والمقاومة. وفي تصريحات لوسائل الإعلام، شدد عدد من المحررين على أن سنوات الاعتقال لم تزدهم إلا إصراراً على التمسك بالحقوق والثوابت الفلسطينية.
وفي حين خرج بعض الأسرى بخطوات ثابتة، يرفعون شارات النصر، كان آخرون بحاجة إلى رعاية طبية، حيث نُقل عدد منهم عبر سيارات الإسعاف لإجراء فحوصات طبية بعد معاناة طويلة من الإهمال الصحي داخل السجون. وأكدت الجهات الصحية أن الطواقم الطبية على استعداد لتقديم الرعاية اللازمة لكافة المحررين، خصوصاً لمن يعانون من أوضاع صحية حرجة.
وإن المشهد لم يقتصر على العائلات فحسب، بل شارك فيه مئات المواطنين وممثلو الفصائل الفلسطينية، في تعبير عن التلاحم الوطني مع الأسرى وقضيتهم العادلة. كما أكد المسؤولون أن هذه الصفقة ليست سوى خطوة في طريق طويل لتحرير كافة الأسرى، مشددين على أن الاحتلال لن يتمكن من كسر إرادة الشعب الفلسطيني مهما طال الزمن
ومع انتهاء مراسم الاستقبال، توجه الأسرى المحررون إلى منازلهم، حيث كانت الشوارع والأزقة تغص بالمهنئين، في مشهد يعكس مدى مكانة الأسرى في وجدان الشعب الفلسطيني. وبين دموع الفرح ورسائل التحدي، حمل هذا اليوم رسالة واضحة مفادها أن الحرية حق لا يسقط بالتقادم، وأن إرادة الأسرى أقوى من السجن والسجان.
