د _ عيد علي
الخصومة ليست ساحة للانفعال بل ميزان دقيق يحتاج إلى وعي وحكمة.
ليس كل من هاجمك يستحق الرد وليس كل معركة تُخاض لربحها.
أحيانًا يكون أعظم انتصار هو أن تترك خصمك يتآكل بحقده دون أن تمنحه شرف المواجهة. فالتجاهل ليس ضعفًا بل ذكاء، والصمت في مواضع معينة ليس خوفًا، بل سلاحًا يوجع أكثر من ألف كلمة.
العاقل لا ينجرف خلف كل استفزاز بل يعرف متى يتوقف ومتى يستمر ومتى ينسحب ليحفظ وقته وكرامته.
فالبعض لا يسعى لكسب معركة بل يريدك أن تنحدر لمستواه فلا تمنحه هذا الرضا.
ابتسم وأكمل طريقك فالنجاح وحده كافٍ ليجعلهم يغرقون في غيظهم.
وإن اضطررت للرد فليكن ردًّا يليق بك لا بهم.
لا ترفع صوتك لتثبت قوتك بل دع أفعالك تتحدث عنك فالكبار لا يصرخون في وجه الريح ولا يخوضون معارك عبثية لإرضاء غرورهم.
انتصر بأسلوبك بسموّك بأن تجعلهم يدركون أنهم لم يكونوا يومًا في مستواك.
تذكر دائمًا أن العظماء لا يبنون أمجادهم على هدم الآخرين بل بصعودهم المستمر رغم كل العوائق.
فلا تلتفت لمن يحاول عرقلة طريقك بل سر بثبات ودع الأيام تنصفك.
فالحقيقة لا تحتاج إلى صخب والمجد لا يحتاج إلى إثبات والهيبة تُصنع حين تدرك متى تصمت ومتى تتكلم ومتى تترك خصمك يتلاشى وحده دون أن ترفع في وجهه سيفًا.
