سها نافع
نولد في الحياة في ظل سلسلة من المقدرات لا دخل لنا فيها أسماءنا ، اسرتنا أهالينا ، البيئة التي نولد ونعيش فيها ، أسلوب التربية والتوجيه والتنشئة ، حتى المدارس التي نتعلم فيها تكون ضمن المقدرات واختيار الأهل طبقًا لرؤيتهم ووجهة نظرهم أو ربما لظروفهم المادية والاجتماعية .
ومنذ لحظة الميلاد ومرورًا بمراحل التعليم المختلفة ول نَقُل حتى مرحلة التعليم الأساسي فنحن بلا شك مازلنا مجبرين على ما قرروه الأهل ووقع علينا التنفيذ.
ولكن حينما نصل إلى المرحلة الثانوية أعتقد أنه لابد أن يكون لنا فيها وقفه .
هنا فاصل قاطع بين ما كنا عليه مجبرين وما سوف نصل إليه مخيرين .
هنا لابد أن نرسم لأنفسنا رسمًا صادقًا وواقعيًا مصدره ما نحب ونهوى، ما نمتلكة من إمكانيات وقدرات ، وما نعرفه عن أنفسنا من القدرة على تحقيق ما رسمنا وتمنينا، ما يسعد قلوبنا ويشرح صدورنا للمتبقي من أيام عمرنا التي لا نعلم متى وأين ستنتهي؟؟
وعندما تصل إلى إمكانية الاختيار.
اختار كل ما تحب وليس ما يحبون ، كل ما يسعدك وليس ما يسعد الآخرين ، وكل ما يجعلك تعيش في الحياة وأنت تحبها مقبلًا عليها ، متفائلًا بها . أرتدي العباءة التي تناسبك أنت لا كما تناسب الآخرين مهما كانت وجهة نظرهم وما كان في قلوبهم من حب يحملونه لك ومن منطلقه يخططون لك حياتك ويجعلونك ترتدي ما لا يناسبك ولا يليق بك ولا ينطبق على مقاسك فتظل طول الوقت تنحر من مشاعرك وأحلامك فقط لكي تبدو أمام الجميع أنك ترتدي رداءًا مفصلًا عليك مرسوم لك ، فتعيش في الحياة بلا حياة وتظل تعطي وتهب وتضحي من أجل كل من حولك فقط لأنك سمحت لنفسك أن تلبس ما البسوه لك ظنًـا منهم أنها مقاسك ورفضت أن تقف في وجوههم صارخـًا معلنًا أنك لا ولن ترتديها.
