أمال فريد
القناع هو ما يُوضَع على الوجه ليخفي معالمه وتفاصيله الحقيقية، ولكن المواقف وحدها هي من تكشف الأقنعة، والتعامل هو الكاشف للحقيقة.
فعندما يسقط القناع، نرى وجوهًا غريبة. فنحن في زمن الزيف والوجوه المتلوِّنة، لم نعد نميّز بين الصادق والكاذب، ولم نعد على يقين بإخلاص أو وفاء أحد.
أحيانًا نضع ثقتنا في أشخاص، فتأتي الطعنة من الخلف. فلا تثق بالوجه الأول للإنسان، فخلف كل وجهٍ وجهٌ آخر لا يظهر إلا بالمواقف.
وأكثر ما يؤلم هو سقوط قناعٍ ظننّاه يومًا وجهًا حقيقيًا. تسقط الأقنعة كما تتساقط أوراق الأشجار في الخريف، فتتكشف وراءها الحقائق الخفيّة.
فمهما بكت العيون وتحدّثت الشفاه، سيأتي يومٌ تنكشف فيه الوجوه الحقيقية، لأن الزمن لا يغيّر أحدًا، بل هو الكاشف الحقيقي للأقنعة الزائفة.
