إرث أم كلثوم الإنساني حجر الأساس لرسالة الجمعية في تمكين المرأة المصرية
حوار ـ السيد عيد
بصماتها تسكن القلوب قبل العقول، لها نظرة واضحة وموقف ثابت، تمتلك قلباً حنونا ، محل حفاوة واحتفاء عندما تحاورها تجد نفسك امام موسوعة ثقافية وطنية كبيرة
والتي تجدها تقابلك ببساطة وتواضع المصرية الأصيلة وبإبتسامتها المليئة بالود والحماس الوطني المعطاء إنها الدكتورة صفاء السعودى رئيس مجلس إدارة جمعية التجمع الوطني للمرأة المصرية
في البداية جريدة القاهرية ترحب بالدكتورة صفاء السعودى رئيس مجلس إدارة جمعية التجمع الوطني للمرأة المصرية ترحيبا كبيرا ونحييك ونحيي كل القائمين على أمر الجمعية وهذا العمل الإنساني الرفيع
ـ متي تأسست جمعية التجمع الوطني للمرأة المصرية؟
تستمر جمعية التجمع الوطني للمرأة المصرية في تحمل رسالتها الإنسانية والاجتماعية، التي بدأت منذ تأسيسها على يد كوكب الشرق أم كلثوم في عام 1973.
تضم الجمعية عدة مؤسسات، منها دار أم كلثوم لرعاية المسنين ودار عقيلة السماع ودار صلاح الدين لرعاية الايتام
ودار الوصال لرعاية الايتام
ـ عرفنا أن الجمعية تولي الصحة النفسية عناية فائقة كما هو الحال في الصحة الجسدية تماما حدثينا عن هذا الجانب ؟
تركز الجمعية على أهمية الصحة النفسية لأنها تعد جزءًا لا يتجزأ من رفاهية الفرد وجودة حياته، وتعمل على تقديم الدعم النفسي جنبًا إلى جنب مع الرعاية الجسدية. في هذا الجانب، تنفذ الجمعية عدة مبادرات وبرامج، منها:
تقديم الاستشارات النفسية:
توفير جلسات فردية وجماعية مع أخصائيين نفسيين للمستفيدين من خدمات الجمعية، بهدف مساعدتهم على التعامل مع التحديات العاطفية والنفسية.
برامج الدعم النفسي للأطفال:
تنفيذ أنشطة ترفيهية وتفاعلية تهدف إلى تحسين الحالة النفسية للأطفال في دور الأيتام أو الأسر المحتاجة.
التوعية بأهمية الصحة النفسية:
تنظيم ورش عمل وحملات لرفع الوعي المجتمعي بأهمية الصحة النفسية وتأثيرها على جودة الحياة.
دعم الفئات الأكثر عرضة للضغوط النفسية:
مثل ضحايا العنف، الأرامل، والمطلقات، من خلال تقديم دعم نفسي مستمر وبرامج تأهيلية تساعدهم على تجاوز الأزمات.
ـ هل هنالك برامج ترفيهية في الجمعية؟
نعم، تقدم الجمعية برامج ترفيهية متعددة تهدف إلى تعزيز التفاعل الاجتماعي وتحسين الحالة النفسية للمستفيدين. تشمل هذه البرامج:
تنظيم رحلات جماعية ثقافية وترفيهية.
إقامة حفلات موسيقية ومناسبات خاصة بالأعياد.
ورش عمل ترفيهية مثل الرسم، الحرف اليدوية.
مسابقات رياضية وأنشطة جماعية لتعزيز الروح التعاونية.
ـ ماهي الأسباب التي قد تضطر كبار السن لترك ذويهم وللجوء إلى الدار ؟
هناك عدة أسباب قد تدفع كبار السن إلى اللجوء إلى دور الرعاية، منها:
فقدان الأهل أو انشغالهم وعدم القدرة على تقديم الرعاية المناسبة.
ضعف الحالة الصحية أو الاحتياجات الطبية التي يصعب على الأسرة توفيرها.
ظروف اقتصادية صعبة تجعل من الصعب تلبية احتياجاتهم.
الخلافات الأسرية أو الشعور بالعزلة في المنزل.
الرغبة في العيش وسط مجتمع من نفس الفئة العمرية حيث يمكنهم التفاعل والتواصل.
ـ ما المشكلات التى تقابليها سيادتك فى دور الأيتام؟
احتياجات الأطفال الأساسية، مثل الطعام، التعليم، والرعاية الصحي، نقص الكوادر المؤهلة،وقد يعاني البعض من الأيتام من مشكلات نفسية نتيجة فقدان الوالدين فمهما قدمنا لن نعوضهم عن الأب والأم أو التجارب الصعبة التي مروا بها، مما يتطلب تقديم دعم نفسي متخصص.
ـ ما هي رسالة وأهداف جمعية التجمع الوطني للمرأة المصرية؟
دعم المرأة اقتصاديًا: توفير برامج تدريبية لتمكين النساء من اكتساب مهارات عملية تؤهلهن لدخول سوق العمل.
فإرث أم كلثوم الإنساني: حجر الأساس لرسالة الجمعية في تمكين المرأة المصرية.
تقديم قروض ميسرة للمشروعات الصغيرة والمتوسطة التي تديرها النساء.:
تنظيم ندوات ومؤتمرات لزيادة الوعي حول حقوق المرأة في القانون المصري.
العمل على مكافحة التمييز ضد المرأة في مختلف القطاعات.
تقديم الدعم النفسي والاجتماعي للنساء المعيلات والأرامل.
إنشاء دور رعاية لكبار السن من النساء، مثل دار أم كلثوم لرعاية المسنين.
تشجيع المرأة على المشاركة في العملية السياسية من خلال الترشح في الانتخابات أو التصويت.
دعم القضايا المتعلقة بحقوق المرأة في التشريعات والسياسات الوطنية
ـ ما هي التحديات الرئيسية التي تواجه المرأة المصرية اليوم؟
تواجه المرأة المصرية تحديات متعددة، من أبرزها:
التمييز في سوق العمل والمساواة في الأجور.
العنف القائم على النوع الاجتماعي، بما في ذلك التحرش والعنف الأسري.
ارتفاع معدلات الزواج المبكر في بعض المناطق الريفية.
نقص التوعية بحقوق المرأة، خاصة في المناطق النائية.
محدودية المشاركة السياسية وصعوبة الوصول إلى المناصب القيادية.
ـ كيف تسهم الجمعية في معالجة القضايا مثل العنف ضد المرأة، والتمييز، والزواج المبكر؟
تعمل الجمعية من خلال عدة آليات مثل:
تقديم الدعم القانوني والنفسي لضحايا العنف.
تنظيم حملات توعوية لتغيير الموروثات الثقافية السلبية.
الضغط على الجهات الحكومية لتطبيق القوانين التي تحمي حقوق المرأة.
تنفيذ برامج لتمكين المرأة اقتصاديًا واجتماعيًا، ما يساعدها على مواجهة التحديات.
ـ ما هي أبرز المبادرات أو المشروعات التي تنفذها الجمعية حاليًا؟
برنامج لدعم النساء في المناطق الريفية من خلال التدريب المهني.
حملات لمكافحة التحرش وزيادة الوعي المجتمعي بقضايا العنف ضد المرأة.
مشروعات لتعزيز مشاركة المرأة في الحياة السياسية.
مبادرات تعليمية تستهدف الفتيات اللواتي تركن الدراسة بسبب الزواج المبكر.
ـ هل هناك خطط لتوسيع نشاط الجمعية إلى محافظات أخرى؟
نعم، هناك خطط مستقبلية لتوسيع النشاط، خصوصًا في المحافظات التي تعاني من محدودية الوصول إلى خدمات التمكين، مع التركيز على الصعيد والدلتا.
ـ كيف تدعم الجمعية النساء في مجال التمكين الاقتصادي والتعليم؟
تقديم تدريبات مهنية للنساء لزيادة فرصهن في سوق العمل.
منح صغيرة لدعم المشروعات الصغيرة التي تديرها النساء.
توفير برامج محو الأمية وتعليم الكبار.
بناء شراكات مع جهات توظيف لتوفير فرص عمل مستدامة.
ـ ما هي رؤية الجمعية لدور المرأة المصرية في تحقيق التنمية المستدامة؟
تؤمن الجمعية بأن تمكين المرأة هو أساس التنمية المستدامة. تسعى إلى تعزيز دور المرأة في الاقتصاد، والسياسة، والمجتمع، مع التركيز على تحقيق المساواة وإزالة العوائق التي تعيق مشاركتها الفاعلة.
ـ كيف يمكن تعزيز وعي المجتمع بأهمية المساواة بين الجنسين؟
تنظيم حملات إعلامية ومجتمعية لنشر ثقافة المساواة.
دمج مفاهيم المساواة في المناهج الدراسية.
بناء شراكات مع وسائل الإعلام لنشر قصص نجاح النساء.
إشراك الرجال والشباب في النقاشات حول قضايا المرأة.
ـ هل لدى الجمعية خطط للتعامل مع قضايا مستجدة مثل التغير المناخي وتأثيره على النساء؟
نعم، تعمل الجمعية على تعزيز الوعي بتأثير التغير المناخي على النساء، خاصة في المناطق الريفية، من خلال:
دعم مشروعات الزراعة المستدامة بقيادة النساء.
تدريبهن على استخدام تقنيات حديثة لتقليل الأثر البيئي.
تعزيز دور المرأة في المبادرات البيئية والمجتمعية.
ـ ما الذي ألهمك للعمل في مجال دعم المرأة؟
الإلهام جاء من ملاحظة التحديات اليومية التي تواجهها النساء، سواء في المجتمع أو في الحياة المهنية، والرغبة في تحقيق العدالة والمساواة، إلى جانب الإيمان بقدرة المرأة على إحداث تغيير إيجابي إذا تم تمكينها بشكل صحيح.
ـ ما هي أصعب القرارات التي واجهتها خلال عملك في الجمعية؟
تحديد الأولويات في ظل الموارد المحدودة.
التعامل مع حالات حساسة لضحايا العنف مع ضمان السرية والدعم المناسب.
اتخاذ قرارات بخصوص إنهاء برامج معينة لإفساح المجال لبرامج ذات تأثير أكبر.
ـ كيف ترى مستقبل المرأة المصرية في ظل التغيرات الاجتماعية والسياسية الحالية؟
هناك تفاؤل كبير بمستقبل المرأة المصرية، خاصة مع التحولات الإيجابية في التشريعات وزيادة الوعي بدورها. ومع ذلك، تحتاج المرأة إلى مزيد من الدعم لتحقيق المساواة الكاملة، خاصة في القطاعات الاقتصادية والسياسية.
في ختام هذا اللقاء نشكر سيادتك على كل ما تقومين به وتقدمينه لهذه الشريحة الهامة من المجتمع
فما زالت روح أم كلثوم وهدفها النبيل في تمكين المرأة المصرية هو المحرك الأساسي للجمعية. إرثها لم يقتصر فقط على الموسيقى والفن، بل امتد ليشمل دعمها الإنساني والمجتمعي للمرأة، ما جعل الجمعية رمزًا لإرادة المرأة المصرية وتطلعاتها.
ختامًا، تُعتبر جمعية التجمع الوطني للمرأة المصرية شاهدة على رؤية كوكب الشرق أم كلثوم وحبها العميق لوطنها ورغبتها في تمكين نسائه ليصبحن قادرات على بناء مستقبل أفضل.