القاهرية
العالم بين يديك

الهروب الصامت: لماذا نبتعد عن بعض الأشخاص رغم عدم وجود خلافات؟

20

بقلم: زينب الشريف
من المعتاد أن تنتهي الكثير من العلاقات نتيجة لخلاف حاد، أو كلمات جارحة، أو مواقف ذات تأثير سلبي، ولكن في وقتنا الحالي أصبحت العلاقات تنتهي بطريقة أكثر سهولة، خاصة مع انتشار السوشيال ميديا، حيث أصبحت العلاقات شيئًا عابرًا أكثر من ذي قبل. أصبح الانسحاب في صمت أمرًا شائعًا، ولا أبالغ إذا قلت إن العلاقات أصبحت تنتهي دون أي إبداء أسباب.

من الممكن أن يكون عدم النضج سببًا رئيسيًا لإنهاء العلاقات بكل سهولة.

في هذا المقال، سوف نتناول بعض الأسباب النفسية والاجتماعية لهذه الظاهرة.

أسباب إنهاء العلاقات في صمت

مع انتشار العلاقات العابرة عبر السوشيال ميديا، هناك العديد من الأسباب التي تؤدي إلى إنهائها بصمت، ومنها:

الردود المتأخرة.

الانشغالات غير المبررة.

وبالطبع، فإن هذه الأمور من شأنها أن تنهي العلاقة ببطء، أيًّا كان نوعها.

أسباب اللجوء إلى الهروب الصامت

أما عن أسباب اللجوء إلى الهروب الصامت، فسوف نتناول أبرزها فيما يلي:

1. الابتعاد عن المواجهة
هناك الكثير ممن لا يفضلون المواجهة، حيث إنها تتطلب الشجاعة، ولن يُقدم على ذلك الكثير. فالبعض لا يريد أن يكون الطرف السيئ في الرواية، والآخر لا يريد أن يشعر بتأنيب الضمير.

2. تغيير الاهتمامات
لا شك أن حياة الفرد في تغيير مستمر وتطور؛ لذا فقد تتغير الاهتمامات، سواء على المستوى المهني أو الاجتماعي أو غيره من مجالات الحياة.

3. الخوف على مشاعر الطرف الآخر
يعتقد بعض الأشخاص أن هذه الطريقة قد تكون وسيلة للحفاظ على مشاعر الطرف الآخر، ولكن على النقيض تمامًا، فإنها تتركه في دوامة من التساؤلات غير المنتهية، وتجعله يتمنى لو كان قد أُخبر بالسبب الحقيقي!

4. عدم وجود سبب واضح للهروب الصامت
في بعض الأحيان، يكون الشخص مترددًا في مشاعره؛ لذا يفضل الابتعاد ببطء محاولًا أن يجد إجابة واضحة لما يدور داخله.

تأثير الهروب الصامت على الطرف الآخر

أما عن مشاعر الطرف الآخر تجاه هذا الهروب الصامت، فبالتأكيد سيكون متأثرًا، ولا نبالغ إذا قلنا إنه قد يتعرض للجرح. ومن بين هذه التأثيرات:

1. العيش في دوامة من التساؤلات
يحاول الشخص المتروك البحث والتخمين عن إجابة واضحة لسبب تركه، محاولًا معرفة الأسباب، لكنه في الغالب لن يستطيع تحديد سبب بعينه.

2. الشعور المستمر بعدم الكفاية
بالطبع، فإن الشخص المتروك قد تهتز ثقته بنفسه، محاولًا أن يجد الإجابة في بحر التساؤلات، مما يجعله يشك في قدراته ويشعر بأنه لم يكن كافيًا.

3. الخوف من الدخول في علاقات جديدة
قد يؤدي هذا النوع من الانفصال إلى خوف الشخص المتروك من تكرار التجربة، مما يجعله أكثر حذرًا أو مترددًا في إقامة علاقات جديدة.

كيفية التعامل مع الهروب الصامت

لتجنب حدوث صدمة نفسية أو الدخول في حالة اكتئاب، على الشخص المتروك في هذه الحالة أن يقوم بالخطوات التالية:

1. التفكير بإيجابية وعدم أخذ الأمر على المحمل الشخصي
قد يكون هذا الشخص غير مناسب من الأساس، أو ربما كانت العلاقة تصنَّف ضمن العلاقات السامة؛ لذا لا ينبغي أخذ الأمر على الجانب الشخصي، ففي الأغلب يكون السبب عند من قام بالانسحاب، وليس بالضرورة أن يكون المتروك هو المخطئ.

2. عدم الملاحقة
من الأفضل عدم ملاحقة الشخص التارك، فهذا من شأنه أن يزيد من إصراره على موقفه. عليك أن تمنحه مساحة كي يراجع نفسه، وإذا كان الأمر مهمًّا لديك، لا بأس بمحاولة فهم الأمر، ولكن دون إلحاح.

3. إذا لم تجد ردودًا مقنعة أو أسبابًا واضحة، فتقبل الأمر
حينها، ابدأ بالتركيز على نفسك واهتم بتطوير ذاتك للأفضل.

الطريقة الناضجة لإنهاء العلاقات

في حقيقة الأمر، فإن هذه الطريقة ليست ناضجة بالمرة. أما لو تحدثنا عن الطريقة الناضجة لإنهاء العلاقات، فهذه هي الخطوات:

البدء بالتحدث بطريقة لائقة عن الأسباب، حتى لا يُترك الطرف الآخر حائرًا في بحر تساؤلاته.

محاولة عدم جعل الطرف الآخر شديد التعلق بك، حتى لا يتأثر سلبًا بعد رحيلك.

إنهاء العلاقة بالرضا، وعدم إلقاء اللوم على الطرف الآخر أو جعله يشعر بتأنيب الضمير.

في النهاية

الهروب الصامت ليس تصرفًا ناضجًا بالمرة، بل هو سلوك يعكس عدم شجاعة فاعله، فالعلاقات الإنسانية قائمة على الصدق والوضوح.

قد يعجبك ايضا
تعليقات