أحمد عبد العال بكرى
تناولت فى مقال سابق عن بعض أصحاب اللقطة فى الخبر الصحفى من أجل تحقيق نسب مشاهدة عالية، وهو لا يعبأ بما يتم أخذه، وتصديره إلى الجمهور ، والتعبات التى ستأتى بعد ذلك، وهو لا يهتم بالآثار السلبية التى سيتركها من خلال هذه اللقطة والتى قد تهدم مجتمعات بأكملها.
إن الصحفى الجيد من وجهة نظرى هو الذى ينقل الخبر بمهنية ،ومصداقية ، ويترك بين طيات سطوره الأمانة ، والصدق ومناقشة الحلول وطرحها أو إعطاء الطريق الصحيح إلى حل هذه المشكلة إن وجدت ،وكذلك يجب على الصحفى أن يتميز بالبلاغة ، وحُسن السرد الجيد ، وأيضاً حُسن صياغة الخبر ، وأن يكون الخبر مكتمل الأركان من محسنات بديعية ،وسجع ،وإطناب ، وكذلك التورية حتى لا تكون مقالاته فيها هجوماً صريحاً أو توبيخا لأحد ، وأن تكون لديه مصادره الخاصة والموثوق منها من أدلة مادية ،أو غير مادية فالمادية كالمستندات ، والأوراق وغير المادية مثل كلام نقل له من شخص يثق فيه ،وهذا النوع أنا لا أفضله.
ويجب على الصحفى أن لا يكون هو مُصْدِر الحكم بل هو يكون المُصَدِر للمشكلة، وعرضها على الجمهور أو الجهات المختصة ،ويترك لهم المجال للتحليل والدراسة وإصدار الحكم فى النهاية لأن مهنة الصحافة تستوجب على صاحبها أن يكون حكيماً بعض الشيء أن يكون متئنيا بعض الشيء لا متسرعا لأن التسرع يؤدى إلى الوقوع فى الأخطاء التى تعود عليه بالسلب.
فإن اكتشف الناس كذبك، وخداعك لهم فلن تجد لك جمهوراً أو قراءً لأن قلمك الحر هو من يأسر الناس حولك ،ويكونوا أسرى لديك ولكلمتك ولقلمك.
فيجب على الصحفى الماهر أن يكون حريصا على أن يكون قارئً قبل أن يكون كاتباً لأن كل ستقرأه سيعود عليك نفعاً فيما بعد، ويجعل لك مخزوننا لغوياً يمكنك من حسن صياغة الخبر بعيد الترند ،وتحقيق نسبة مشاهدة عالية.
ودائماً القلم الصحفى يساهم فى وضع العلاج بدلاً من الهجوم على الأفراد الناجحين، والطعن فيهم بالقلم الذى أصبح خنجرا تطـعـن به صاحبة الجلالة،والناس أيضاً ويجعل من نفسه كالجسد العارى الذى كانت تغطيه ورقة التوت ، ثم إذا ما تم نزعها يسقط صاحبها فى براثن ومستنقع الحقد الدفين والكراهية وبعد ذلك يسلط هذا القلم ليصبح خنـ.ـجرا لم يعد صالحاً إلا للطعن والقـ.تل .
