القاهرية
العالم بين يديك

الرحيل

12

كتبت/ نيفين النهري
بعد رحيل الغاليين، أصبحت أمي دائمًا مهمومة.
كلما نظرت إلى وجهها، رأيت كل الحزن. تعيش في حزن عميق، تعيش على ذكريات أولادها، تعيش على لحظات كانت تجمعها بهم. كلما تذكرت أولادها الذين رحلوا في عز شبابهم، تقول: “أنتم كنتم السند، وأنتم كنتم الحياة.”

اللهم ألهمها الصبر، وعوضها خيرًا، وعوض إخوتي شبابهم في الجنة.
أصعب شيء في الحياة هو رحيل الأبناء في حياة الأم والأب. فهم زهرة عمرهما، هم الزرع الذي زرعوه، وكانوا ينتظرون حصاده. كانوا ينتظرون الرعاية في الكبر، وينتظرون الحنان.

دائمًا ما ينتظر الأب والأم رعاية أبنائهما كما كانوا يرعونهما صغارًا. ولكن جاءت المفاجأة الصعبة، أن يموت الأبناء في حياة الأم. وتحمل الأم الحزن والغم طوال حياتها.

كانت أمي دائمًا توصيهم وتقول في لحظاتهم الأخيرة: “أنتم السند بعد والدكم.” وفجأة توفاهم الله في عز شبابهم. وكانت النتيجة أن تعاني الأم دائمًا من الحزن والألم على فقدان فلذات أكبادها.

تدعو لهم في كل صلاة بالرحمة والمغفرة، وخصوصًا في هذه الأيام المباركة. دائمًا ما تتذكر أمي ذكريات أبنائها في المناسبات، وتظل تبكي وتبكي، ويبكي قلبها قبل عينها. وتقول: “كانوا معنا في رمضان السابق، كانوا معنا في الأعياد، كانوا معنا في كل لحظة.”

اللهم اربط على قلب أمي.
اللهم أدمها علينا نعمة، وأدم عليها الصحة والعافية. فهي يا رب الحياة، ولا حياة بدونها.

اللهم ارحم إخوتي، واغفر لهم، واغفر لوالدي، واغفر لجميع أمواتنا وأموات المسلمين.
اللهم اكتب لهم الفردوس الأعلى من الجنة.
اللهم ارحم أمواتنا جميعًا يا رب العالمين.

قد يعجبك ايضا
تعليقات