بقلم/ د حمدان محمد
في تطور لافت، أعلنت إسرائيل حالة الطوارئ بعد تجمع آلاف المصريين قرب معبر رفح، وهو ما دفع وسائل الإعلام الإسرائيلية إلى توجيه نداءات استغاثة إلى الولايات المتحدة وأوروبا للتدخل العاجل. المشهد بدا وكأنه حالة من الذعر غير المسبوق، حيث تحدثت التقارير الإسرائيلية عن “احتمالية” عبور المصريين للحدود، رغم عدم وجود أي تحركات تشير إلى ذلك فعليًا وبالتزامن مع هذه المخاوف المعلنة، دفع الجيش الإسرائيلي بمزيد من الفرق العسكرية إلى مناطق قريبة من الحدود المصرية، في خطوة تعكس القلق العميق من تداعيات هذا الحراك الشعبي. اللافت أن الإعلام الإسرائيلي نفسه هو من كشف هذه الإجراءات الأمنية، في رسالة ضمنية ربما تعكس ضغطًا على حلفاء تل أبيب للتحرك قبل أن تخرج الأمور عن السيطرة.
حرب الإعلام..
الإسرائيليون يتحدثون العربية!
منذ ثلاثة أيام، تحولت وسائل الإعلام الإسرائيلية إلى ما يشبه “البث بالعربية”، في محاولة واضحة لمخاطبة الرأي العام المصري والعربي. هذه الظاهرة تكشف أن هناك إدراكًا داخل إسرائيل بأن المعركة لم تعد فقط عسكرية أو دبلوماسية، بل باتت تعتمد على التأثير النفسي والإعلامي ويبدو أن الوضع الحالي لا يبدو أنه سيمر مرور الكرام، فهناك تأثير وضغط متزايد وصدام متوقع. غير أن المكسب الأكبر سيكون لمن يجيد اللعب بالنَفَس الطويل، والصبر الدبلوماسي حتى اللحظة الأخيرة. فالمعادلة لم تكتمل بعد، وما زالت التحركات الدولية ترصد تطورات المشهد بدقة.
في النهاية، يبدو أن رسالة المصريين قد وصلت سريعًا، وبشكل فاق توقعات الجميع. لكن يبقى السؤال: كيف ستتعامل إسرائيل مع هذا الضغط الشعبي المتصاعد؟ وهل يمكن أن يتغير مسار الأحداث بشكل دراماتيكي في الأيام المقبلة؟