القاهرية
العالم بين يديك

مصر تنتفض رفضًا لتهجير الفلسطينيين: مظاهرات حاشدة أمام معبر رفح

25

د. عيد علي
في مشهد يعكس التضامن الشعبي العارم مع القضية الفلسطينية، توافدت حشود كبيرة من المواطنين المصريين إلى معبر رفح البري على الحدود مع قطاع غزة، استجابةً لدعوات أطلقتها أحزاب سياسية لرفض محاولات تهجير الفلسطينيين من أرضهم. مظاهرات حاشدة ورسائل تضامنية
انطلقت حافلات تقل مئات المشاركين من مختلف المحافظات باتجاه شمال سيناء، حاملين لافتات تندد بتهجير الفلسطينيين وتؤكد على دعم حقوقهم المشروعة. ورفع المتظاهرون شعارات مثل “لا لتهجير الشعب الفلسطيني” و”لا لتصفية القضية الفلسطينية”، إلى جانب الأعلام المصرية والفلسطينية، في رسالة واضحة تعبر عن الرفض الشعبي لأي محاولات لتغيير ديموغرافية القطاع.

وأكد ربيع حمدون أمين عام حزب مستقبل وطن أمانة 15 مايو أن هذا التحرك يأتي لإعلان موقف شعبي ورسمي موحد أمام العالم، رفضًا لأي مخططات تهدف إلى تغيير التركيبة السكانية في غزة.
وأضاف أن الوقفة أمام المعبر تمثل رسالة واضحة بأن الشعب المصري، بمختلف أطيافه، يقف إلى جانب الفلسطينيين ضد أي محاولات لتهجيرهم أو تصفية قضيتهم، مشددًا على أن هذه الفعاليات ليست تحت راية أي حزب أو فصيل سياسي، وإنما تعبر عن الإرادة الوطنية المصرية.

الموقف الرسمي: مصر ترفض التهجير
من جانبه، شدد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي على الرفض القاطع لفكرة تهجير الفلسطينيين، ردًا على دعوة أمريكية لاستقبالهم في مصر والأردن، مؤكدًا أن القاهرة لن تشارك في أي ظلم من هذا النوع، وأن الحل الوحيد يكمن في إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.

وقال السيسي خلال تصريحات رسمية: “لن نقبل أي محاولات لدفع الفلسطينيين إلى خارج أراضيهم، فهذا الأمر غير مقبول، ولن نكون جزءًا من أي مخطط ينال من حقوق الشعب الفلسطيني”. كما أكد أن موقف مصر ثابت في دعم القضية الفلسطينية والعمل على تحقيق حل الدولتين، وفقًا للمرجعيات الدولية.

تأييد واسع من القوى السياسية والمجتمعية
وقد لاقت هذه المواقف تأييدًا واسعًا بين الأحزاب والنقابات المهنية، التي أكدت دعمها الكامل لحقوق الشعب الفلسطيني ورفضها أي محاولة للنيل من هويته الوطنية. كما أعلنت عدة قوى سياسية دعمها للتحركات الشعبية أمام معبر رفح، مشددة على ضرورة الحفاظ على حقوق الفلسطينيين في أرضهم، ورفض أي مشاريع تهدف إلى إعادة رسم خريطة المنطقة على حسابهم.

وفي هذا السياق، قال نقيب الصحفيين المصريين، إن الصحافة المصرية تقف بجانب الشعب الفلسطيني في قضيته العادلة، داعيًا وسائل الإعلام إلى تسليط الضوء على ما يتعرض له الفلسطينيون من تهجير وقمع. كما شددت نقابات مهنية أخرى، مثل نقابة الأطباء والمحامين، على أهمية دعم الفلسطينيين إنسانيًا وسياسيًا، ورفض أي شكل من أشكال التهجير القسري.

حراك مستمر ودعوات لمزيد من التضامن
مع استمرار التوتر في قطاع غزة، يتوقع أن تشهد الأيام القادمة المزيد من الفعاليات والوقفات التضامنية في مختلف المحافظات المصرية، تأكيدًا على موقف مصر الثابت تجاه القضية الفلسطينية. كما دعا نشطاء وسياسيون إلى استمرار التحركات الشعبية لدعم الفلسطينيين، ورفض أي محاولات للمساس بحقوقهم أو تهجيرهم من وطنهم.

ويؤكد المشهد الحالي أن مصر، حكومةً وشعبًا، تقف صفًا واحدًا ضد أي مخطط يستهدف تهجير الفلسطينيين، وتواصل دعمها الثابت لحقهم في تقرير مصيرهم وإقامة دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس.

قد يعجبك ايضا
تعليقات