د. عيد علي
يُعد شهر شعبان محطة إيمانية هامة تسبق شهر رمضان الكريم، حيث اعتبره علماء الأزهر فرصة لترويض النفس وتهيئتها للعبادة والصيام. وقد كان المسلمون يستقبلونه بالصيام، اقتداءً بسنة النبي، صلى الله عليه وسلم، حيث ورد عنه أنه كان يكثر من الصيام في هذا الشهر.
فضائل شهر شعبان
يتميز شهر شعبان بالعديد من الفضائل التي تجعل منه فرصة عظيمة للمؤمنين للتقرب إلى الله بالأعمال الصالحة، ومن أبرز هذه الفضائل:
1. كثرة صيام النبي فيه: فقد ورد عن السيدة عائشة، رضي الله عنها، أنها قالت: “ما رأيت النبي صلى الله عليه وسلم استكمل صيام شهر قط إلا رمضان، وما رأيته في شهر أكثر صيامًا منه في شعبان.”
2. رفع الأعمال إلى الله: حيث يُروى أن الأعمال تُرفع إلى الله في هذا الشهر، وكان النبي، صلى الله عليه وسلم، يحب أن يُرفع عمله وهو صائم.
3. ليلة النصف من شعبان: وهي ليلة عظيمة يتجلى فيها الله برحمته ومغفرته، فيغفر للمستغفرين، ويرحم المسترحمين، ويستجيب لدعاء السائلين، ويعتق أقوامًا من النار، كما تُكتب فيها الأرزاق والأعمال.
كيف نستعد لشهر رمضان في شعبان؟
لما كان شعبان يُعَدّ مقدمةً لرمضان، فإنه يُستحب للمسلم أن يغتنم أيامه ولياليه في الطاعات والعبادات، مثل:
الإكثار من الصيام: تأسيًا بالنبي، صلى الله عليه وسلم، وتهيئةً للنفس لاستقبال رمضان.
الاستغفار والتوبة: لطلب المغفرة قبل دخول الشهر الكريم.
مراجعة القرآن وحفظه: للاستعداد لختمه في رمضان.
الإكثار من الدعاء: خاصة في ليلة النصف من شعبان.
الصدقة والإحسان: فقد كان السلف يحرصون على الإنفاق في هذا الشهر.
شعبان.. جسر العبور إلى رمضان
بهذا، يكون شعبان جسرًا يربط المسلم بشهر الرحمة والمغفرة، حيث يساعده على ضبط عاداته الروحية، وتقوية علاقته بالله، ليكون مستعدًا لاستقبال رمضان بقلبٍ خاشع ونفسٍ مطمئنة، طامعًا في الأجر والثواب.
