القاهرية
العالم بين يديك

دراسة: بقايا الماء المالح على الكويكب بينو تحتوى على معادن ضرورية للحياة

8

د. إيمان بشير ابوكبدة

تحتوى بقايا المياه المالحة القديمة المكتشفة على الكويكب بينو على معادن ضرورية للحياة على الأرض، وفقا لدراسة تشير إلى أن هذه البقايا المالحة تحتوى على مركبات لم يتم ملاحظتها من قبل في عينات من مثل هذا الجسم.

ولا تظهر النتائج أي دليل على وجود الحياة، لكنها تشير إلى أن الظروف اللازمة لظهورها كانت منتشرة على نطاق واسع في جميع أنحاء النظام الشمسي المبكر، وهو ما “من شأنه أن يزيد من احتمالية تشكل الحياة على كواكب وأقمار أخرى”.

ونشر وصف البحث في مجلتي Nature وNature Astronomy في مقالات منفصلة كتبها باحثون من متحف سميثسونيان الوطني للتاريخ الطبيعي ووكالة ناسا وجامعة هوكايدو، من بين آخرين.

يكشف العمل أيضًا عن تاريخ وجود المياه المالحة التي ربما كانت بمثابة “مرق” لتفاعل هذه المركبات ودمجها.

وقال تيم مكوي، مسؤول صيانة النيزك في المتحف والمؤلف الرئيسي المشارك للورقة الأولى: “نحن نعلم الآن أن المكونات الأساسية للحياة تم دمجها بطرق مثيرة للاهتمام ومعقدة حقًا في الجسم الأصلي لبينو”.

ويبدو أن الكويكب الأم لبينو، والذي تشكل قبل حوالي 4.5 مليار سنة، كان يحتوي على جيوب من الماء السائل.

تشير النتائج الجديدة إلى أن الماء تبخر، تاركًا وراءه محاليل ملحية تشبه القشور المالحة لقاع البحيرات الجافة على الأرض.

لطالما أثار بينو اهتمام الباحثين بسبب مداره القريب من الأرض وتكوينه الغني بالكربون.

وافترض العلماء أن الكويكب يحتوي على آثار من الماء والجزيئات العضوية، وافترضوا أن كويكبات مماثلة ربما جلبت هذه المواد إلى الأرض المبكرة.

في عام 2020، جمع المسبار الفضائي OSIRIS-REx التابع لناسا عينات من بينو. وفي سبتمبر 2023، بينما كان المسبار يحلق فوق الأرض، أطلق كبسولة تحتوي على العينات، وعندما هبط في صحراء يوتا، ذهب العلماء إلى الموقع لاستعادتها.

في المجمل، تم جمع حوالي 120 جرامًا من المواد، أي ما يقرب من وزن قطعة صابون وضعف الكمية اللازمة للمهمة.

وتم توزيع العينات القيمة وتقديمها للباحثين في جميع أنحاء العالم لتحليلها.

ومن بينهم سارة راسل، عالمة المعادن الكونية في متحف التاريخ الطبيعي في لندن والمؤلفة الرئيسية المشاركة لأحد المقالات مع مكوي، حسبما أبرزت مؤسسة سميثسونيان في بيان لها.

اكتشف العلماء إجمالي أحد عشر معدنًا من المحتمل وجودها في بيئة تشبه المحلول الملحي على جسد بينو.

ويختلف المحلول الملحي الخاص بالكويكب عن المحلول الملحي الموجود على الأرض بسبب تركيبته المعدنية. على سبيل المثال، عينات بينو غنية بالفوسفور، وهو متوافر بكثرة في النيازك ونادر نسبياً على الأرض.

تظهر العينات أيضًا نقصًا كبيرًا في البورون، وهو عنصر شائع في بحيرات الأرض شديدة الملوحة، ولكنه نادر جدًا في النيازك.

على الرغم من أن محلول بينو الملحي يحتوي على مجموعة مثيرة للاهتمام من المعادن والعناصر، إلا أنه لا يزال من غير الواضح ما إذا كانت البيئة المحلية مناسبة لتحويل هذه المكونات إلى هياكل عضوية شديدة التعقيد.

تقدم الدراسة الثانية مزيدًا من المعلومات حول تكوين بينو. يصف هذا العمل العديد من الأحماض الأمينية المكونة للبروتين في العينات.

كما تشير أيضًا إلى اكتشاف القواعد النووية (القواعد النيتروجينية) التي تستخدمها الحياة على الأرض لتخزين ونقل التعليمات الجينية في الجزيئات البيولوجية الأرضية الأكثر تعقيدًا، مثل DNA وRNA، بما في ذلك كيفية تنظيم الأحماض الأمينية لتكوين البروتينات، حسبما ذكرت وكالة ناسا.

قد يعجبك ايضا
تعليقات